جازان: عبدالله سهل

يقطع مسنان في العقد السادس من العمر، نحو 50 كم يوميا، لممارسة الرياضة، إذ قاد شغف ممارسة المشي، المسنان في تحويل المشي إلى وصفة علاجية لمكافحة الأمراض، في وقت رفع المسنان شعار «خير وسيلة للصحة المشي» و«المشي عافية» حيث توقفا أخيرًا عن أخذ العلاجات الصحية، وتعويضها بممارسة المشي يوميًا، والتي أنهت معاناتهما من الأمراض خاصة مرض السكري.

مشاركة يوميا

لا يكاد يخلو موقع أو ممشى في منطقة جازان، دون أن تجد المسنين علي قحطاني، وسليمان شيبة، إذ تعلوهما الهمة والحزم لممارسة هواية المشي يوميًا، حيث ينافس المسنان الشباب والنساء والأطفال، والتفوق عليهم في قطع مسافات طويلة، وتسجيل خطوات كبيرة للمشي، ولفتت مشاركة المسنين في مبادرات المشي المنفذة في منطقة جازان، والتي تستمر إلى نهاية الشهر الحالي، مسؤولي المبادرات، والرياضيين، وحازا على إعجابهم، واعتبارهما قدوة رئيسية للشباب للاقتداء بهما، كما جذبت العديد من المسنين ليحذوا حذوهما.

10 رسائل

وجه قحطاني وشيبة رسائل تعزيزية للشباب والفتيات، ممثلة في: اتخاذ رياضة المشي وسيلة أساسية لإنقاص الوزن، والتمتع بالصحة، وتعزيز الصحة النفسية والبدنية، واستقرار الحالة الأسرية، والقضاء على السكري، واختفاء الكوليسترول، والعافية الكبيرة التي يجدها ممارس المشي يوميًا على جسده، ومحاربة الطاقة السلبية وتوديعها، والتمتع بالحيوية والنشاط والقوة.

17 مليون خطوة

أوضح المسن علي عيسى قحطاني لـ«الوطن»، أنه بدأ ممارسة المشي منذ 5 سنوات بعد التقاعد إلى الآن، مشيرًا إلى أنه بدأ في مشي 10 آلاف خطوة، وأنه الآن يمشي ويقطع 40 ألف خطوة بمقدار 27 كم يوميًا، مضيفًا أنه خلال سنة قطع نحو 17 مليون خطوة، وأنه حصل على ميداليات فضية وبرونزية ولاتينية، من خلال برنامج الرياضة للجميع، مؤكدًا أن رياضة المشي أساس رئيس لإنقاص الوزن، والتمتع بالصحة والعافية، وأثمرت إيجابيًا في صحته النفسية والبدنية، واستقرار حالته الأسرية، ومكافحته للأمراض التي يعاني منها.

مكافحة الأمراض

بين المسن سليمان شيبة من محافظة بيش، أن هوايته ممارسة المشي في مماشي مناطق المملكة لنشر ثقافة المشي، ممثلة في: محافظات جازان، وجدة، والشرقية وغيرها، مشيرًا إلى أنه كان يعاني من أمراض الكوليسترول، والسكري، ونقص فيتامين د، مضيفًا أنه استخدم جميع العلاجات والتي لم تجد نفعًا معه، وأنه منذ ممارسته للمشي اختفت جميع الأمراض التي كان يعاني منها، وأنه يتمتع حاليًا بصحة جيدة بشكل كبير، مبينًا أن ممارسته للمشي كانت رغبة شخصية وهواية، وأنه قدم العديد من النصائح للشباب، وكبار السن، والأطفال، وقمت بتدريب أولادي لممارسة المشي، حيث أملك طفلا يبلغ 5 سنوات يقطع 5 كم يوميًا، وفاز العام الماضي بجائزة شتاء جازان، مؤكدًا أن المشي له فوائد عدة تشتمل في القضاء على الأمراض وخاصة السكري، وأنصح الجميع -المتعافين والمرضى- بممارسة المشي، الذي لا تأتي وراءه إلا العافية.

أهداف محققة

أكد رئيس جمعية مشاة وهايكنج جازان عبدالله عكور لـ«الوطن»، أن مبادرات المشي المنفذة حققت أهدافًا عدة ممثلة في: زيادة الممارسين لرياضة المشي بين أفراد المجتمع، وعززت الشراكات المجتمعية، ونشرت الثقافة والتوعية، ومكافحة الأمراض المزمنة، ورسخت جودة الحياة، وأسهمت في تحقيق بناء مجتمع صحي خال من الأمراض، مشيرًا إلى أن المسنين يشاركان دائمًا، وحققا جوائز عدة، وأن مشاركتهما المستمرة محل إشادة وتقدير كافة أطياف المجتمع.