أعاد إدراج حداء الإبل في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي غير المادي، حكايات الإبل مع ملاكها وكذلك قصص الحداء المتعلقة بها إلى الواجهة. ويصر مهتمون على أن للإبل أذنا موسيقية تمكنها من تمييز الأصوات، والتفاعل مع حداتها، والاستجابة إلى توجيهاتهم التي يتضمنها الحداء، كأن يرد إلى الماء أو يجثو على أربعته، أو يسير بسرعة. وأدرج حداء الإبل ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، وذلك خلال انعقاد الدورة الـ17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، التي استضافتها الرباط المغربية من 28 نوفمبر وحتى 3 ديسمبر 2022، وذلك بناء على طلب سعودي إماراتي عماني.
الوفاء بالوفاء
يروى كثير من القصص عن وفاء الإبل لصاحبها، وكذلك عن حقدها على من أساء إليها حيث لا تسامحه، لكنها في كلتا الحالتين تمتاز بذكاء كبير، وكفاءة في التعامل مع الظروف الصعبة المحيطة بها، كما أنها متميزة في القدرة على التواصل، ولذا فهي تستجيب لنغم الحداء.
لكل منطقة طريقتها
يشير عارفون إلى أن الحداء ليس واحدا في جميع المناطق، فلكل منطقة طريقة تتبعها مع إبلها، التي تستجيب لذاك الحداء المختلف حسب اختلاف اللهجات، ويقول محمد بن فهيد المري، وهو أحد ملاك الإبل أن «الإبل من أذكى الأنعام، وهي تستطيع تمييز صوت راعيها من بين جميع الأصوات». وأضاف «هناك لهجة ولغة محددة تعرف الإبل من خلالها صاحبها، الذي عوّدها عليها».
وتابع «الإبل تعرف صاحبها حتى لو فرقت بينهم الأيام، وهناك كثير من القصص حول هذا الأمر»، واستشهد بضياع ناقة طيلة 4 سنوات، وقال «عادت لي تلك الناقة بعد 4 سنوات من الضياع، بعدما سمعت صوتي في أحد تجمعات الإبل، حيث ناديت عليها باسمها الذي كنت أطلقه عليها قبل أن تضيع».
وكانت وسائل التواصل قد تناقلت قصة محمد بن شويشان السبيعي، وهو أحد ملاك الإبل، وكان يمتلك ناقة عانت كثيراً من غيابه عنها، بعد أن باعها إلى مالك آخر. وبعد غياب 7 أشهر، وخلال مسيرة للإبل، كان بن شويشان يحضرها، سمعت الناقة حديثه مع أحد أصدقائه ورأته صدفة، وعبرت السيارات التي تفصلها عنه وبدأت باحتضانه، حيث لفّت رقبتها الطويلة حوله مغمضة عينيها.
أسماء ومواقف
يبين المري أن للإبل مسميات كثيرة تعرف بها، مثل «الحرباء» و«العنود» و«الغزيل» و«جمايل»، وغيرها.
وشدد على أن للإبل مواقف عظيمة مع أصحابها، فهي تبني معه علاقة تواد وتواصل يكون الحداء أهم أدواتها.
بدوره، قال الشريف نايف آل غالب، وهو أحد ملاك الإبل في مكة المكرمة، وقد فازت إحدى هجنه أخيرا في مهرجان ولي العهد، الذي أقيم في ميدان ولي العهد للهجن في الطائف، «إن للحداء أهمية كبيرة في العلاقة بين الراعي، أو الهجان مع إبله أو هجنه».
وحول ما إن كانت هناك اختلافات كبيرة في الحداء الخاص بالإبل، تبعا لاختلاف المناطق وتباعدها، قال «هناك فروقات، لكن الحداء بصفة عامة يحمل نفس المضمون عند جميع القبائل مع إبلهم».
ووضح «اللهجة والكلمات والأصوات، التي يصدرها الراعي أو الهجان تختلف حسب كل منطقة، كما تختلف أيضا في نفس المنطقة، حيث يتبع كل حادٍ طريقته لتتعود إبله على صوته، وتكوين علاقة بين الراعي وإبله، فهو يوجهها بصوت، عندما يريد جمعها للعلف أو توريدها للماء، أو حثها على المسير».
اهتمام ملحوظ
بين آل غالب أن إدراج الحداء ضمن التراث العالمي لليونيسكو، يؤكد أن هذا الفن التراثي المهم سيحظى باهتمام مضاعف، سيضاف إلى الاهتمام الكبير، الذي تحظى به الهجن من ولاة الأمر في بلادنا، وحرصهم على تراث الآباء والأجداد.
من جانبه، رأى إبراهيم عبدالرحمن، وهو أحد ملاك الهجن أن «رعاية واهتمام الدولة للهجن بصفة عامة، وكافة ما يتعلق بها من موروث، يؤكد أهمية الإبل لإنسان المنطقة، وارتباطها بموروثه وتاريخه».
وأوضح أن المناسبات الكبيرة التي تقام في مختلف مناطق الوطن، والتي يتجلى فيها حداء الإبل خاصة مع تجمعها من مختلف المناطق، في مضمار ومنطقة واحدة، يبرز أهمية هذا الفن «الحداء» وانتشاره وتنوعه.
الوفاء بالوفاء
يروى كثير من القصص عن وفاء الإبل لصاحبها، وكذلك عن حقدها على من أساء إليها حيث لا تسامحه، لكنها في كلتا الحالتين تمتاز بذكاء كبير، وكفاءة في التعامل مع الظروف الصعبة المحيطة بها، كما أنها متميزة في القدرة على التواصل، ولذا فهي تستجيب لنغم الحداء.
لكل منطقة طريقتها
يشير عارفون إلى أن الحداء ليس واحدا في جميع المناطق، فلكل منطقة طريقة تتبعها مع إبلها، التي تستجيب لذاك الحداء المختلف حسب اختلاف اللهجات، ويقول محمد بن فهيد المري، وهو أحد ملاك الإبل أن «الإبل من أذكى الأنعام، وهي تستطيع تمييز صوت راعيها من بين جميع الأصوات». وأضاف «هناك لهجة ولغة محددة تعرف الإبل من خلالها صاحبها، الذي عوّدها عليها».
وتابع «الإبل تعرف صاحبها حتى لو فرقت بينهم الأيام، وهناك كثير من القصص حول هذا الأمر»، واستشهد بضياع ناقة طيلة 4 سنوات، وقال «عادت لي تلك الناقة بعد 4 سنوات من الضياع، بعدما سمعت صوتي في أحد تجمعات الإبل، حيث ناديت عليها باسمها الذي كنت أطلقه عليها قبل أن تضيع».
وكانت وسائل التواصل قد تناقلت قصة محمد بن شويشان السبيعي، وهو أحد ملاك الإبل، وكان يمتلك ناقة عانت كثيراً من غيابه عنها، بعد أن باعها إلى مالك آخر. وبعد غياب 7 أشهر، وخلال مسيرة للإبل، كان بن شويشان يحضرها، سمعت الناقة حديثه مع أحد أصدقائه ورأته صدفة، وعبرت السيارات التي تفصلها عنه وبدأت باحتضانه، حيث لفّت رقبتها الطويلة حوله مغمضة عينيها.
أسماء ومواقف
يبين المري أن للإبل مسميات كثيرة تعرف بها، مثل «الحرباء» و«العنود» و«الغزيل» و«جمايل»، وغيرها.
وشدد على أن للإبل مواقف عظيمة مع أصحابها، فهي تبني معه علاقة تواد وتواصل يكون الحداء أهم أدواتها.
بدوره، قال الشريف نايف آل غالب، وهو أحد ملاك الإبل في مكة المكرمة، وقد فازت إحدى هجنه أخيرا في مهرجان ولي العهد، الذي أقيم في ميدان ولي العهد للهجن في الطائف، «إن للحداء أهمية كبيرة في العلاقة بين الراعي، أو الهجان مع إبله أو هجنه».
وحول ما إن كانت هناك اختلافات كبيرة في الحداء الخاص بالإبل، تبعا لاختلاف المناطق وتباعدها، قال «هناك فروقات، لكن الحداء بصفة عامة يحمل نفس المضمون عند جميع القبائل مع إبلهم».
ووضح «اللهجة والكلمات والأصوات، التي يصدرها الراعي أو الهجان تختلف حسب كل منطقة، كما تختلف أيضا في نفس المنطقة، حيث يتبع كل حادٍ طريقته لتتعود إبله على صوته، وتكوين علاقة بين الراعي وإبله، فهو يوجهها بصوت، عندما يريد جمعها للعلف أو توريدها للماء، أو حثها على المسير».
اهتمام ملحوظ
بين آل غالب أن إدراج الحداء ضمن التراث العالمي لليونيسكو، يؤكد أن هذا الفن التراثي المهم سيحظى باهتمام مضاعف، سيضاف إلى الاهتمام الكبير، الذي تحظى به الهجن من ولاة الأمر في بلادنا، وحرصهم على تراث الآباء والأجداد.
من جانبه، رأى إبراهيم عبدالرحمن، وهو أحد ملاك الهجن أن «رعاية واهتمام الدولة للهجن بصفة عامة، وكافة ما يتعلق بها من موروث، يؤكد أهمية الإبل لإنسان المنطقة، وارتباطها بموروثه وتاريخه».
وأوضح أن المناسبات الكبيرة التي تقام في مختلف مناطق الوطن، والتي يتجلى فيها حداء الإبل خاصة مع تجمعها من مختلف المناطق، في مضمار ومنطقة واحدة، يبرز أهمية هذا الفن «الحداء» وانتشاره وتنوعه.