غالبا ما يعيش الإنسان في هذه الحياة على ما يزوده به الأمل في منعطفات حياته، حياته التي تقوم على علاقاته الاجتماعية والعملية والعاطفية. فيعتمد مقياس تحسن حياته بشكل أو بآخر، على ما يتوقعه من تلك العلاقات وكيف يخرج بها لواقع عملي بعد موجات من الأمل والأمنيات.
ننشأ منذ صغرنا نرتهن لتوقعات يضعها علينا الآخرون، أولهم الوالدان، بأن نكون ما ينبغي أن نكون عليه في أذهانهم، وآمالهم ، وحينما لا نكون، تحدث صدمة العودة للواقع تحت سقف ذلك الطموح الذي وضعه الآخر لنا. فينشأ أفراد تنقسم مشاعرهم بين اللامبالاة لتخييب آمال الآخرين، وآخرين يقضون العمر والجهد والإمكانات لتحقيق تلك الآمال والتوقعات. بينهما فريق ضائع لا يعلم ماذا يفعل، وإن فعل لا يجيد، ولا يحب ما يعمله.
نستطيع أن نسقط هذا المقياس بين ارتفاع سقف التوقعات وإمكانات الواقع على كل ما يحيط بنا في الحياة، وأولها علاقتنا مع أنفسنا التي غالبا ما نقسو عليها دون تعمد ونضع لها توقعات عالية تدفعنا إليها قوى أخرى من رغبات وأمنيات الآخرين أو حرصا على أن نكون في مكان ومكانة تعود علينا بالإعجاب والرضا من الآخر الذي لا ينالنا منه إلا رأي مطلق يلقيه على ما نعمل له طيلة حياتنا كانطباع شخصي لا غير.
فكم من شاب تغافل عن شغفه لأجل رغبة وتوقع تمناه له آخر من أب أو أم أو معلم، وعاد بالكفاف من طموح لم ينل معه رضا ولا تهنئة.
وكم من مرؤوس بذل كل طاقته وقدراته، ولم يلمس بهما طرف أرنبة رئيسه الذي يرفعها عاليا كتوقعاته من شخص محدود الإمكانات. وكم من لوم وغضب دفين نصب على أرواحنا وهي ترتاح في مرقدها كل ليلة لأجل أشياء رسمتها أحلامنا في ليلة ماضية، وسقوف ارتفعت فوق رقة أجفاننا المؤرقة برضى الآخرين، فانهارت قذى وحجارة تستعر في أيامنا، لنستيقظ كل صباح غاضبين قلقين لم ننل بلح الهدوء ولا عنب الإنجاز.
رفع سقف التوقعات في مجتمعات العمل لا يأتي بنتيجة إيجابية على المنشأة ولا على أفرادها، بل قد يشكل ضغطا وتهديدا لهؤلاء الأفراد، لا يستطيعون معه تحقيق أقل مؤشر أداء. ورفع سقف التوقعات في العلاقات الاجتماعية يصيب الأطراف بالإحباط ويحول العلاقة إلى علاقة سامة أو مؤذية، لأن أحدهم لم يحقق السيناريو المرسوم في ذهن الآخر، فيبدأ بالدفاع عن توقعاته التي قد لا يعلمها الآخر حتى. فتتحول حياة البشر إلى سعي للوصول لذلك السقف المرتفع بدل أن يكون ركضا نحو الطموح الشخصي الذي يضعه كل واحد منا على مقياس احتياجاته وقدراته ورغباته.
أتحدث عن هذا بعد أن شاهدت استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للاعبي المنتخب السعودي لكرة القدم وأعضاء الجهازين الفني والإداري، قبل خوض بطولة كأس العالم (قطر 2022) . تحدث مع الفريق بحرفية إدارية عالية، لم يرفع من سقف التوقعات– المتوقع من أي جمهور في مثل هذا الحدث- بل شخص الواقع وفق إمكانات الفريق المعروفة، وتطرق للخطة وفق مجموعة المنتخب وهي مجموعة قوية، ثم تحدث عن الطموح بمنطقية وفق تلك المعطيات بأن على الفريق أن يكون طبيعيا يؤدي ما اعتاد عليه، وأن يستمتع باللعب دون تعريض الفريق لضغوط نفسية لأن سقف توقعات الآخرين منهم مرتفع.
ثم أقرأ - كالملايين في العالم العربي- عن المآل الغريب الذي آلت إليه علاقة الفنانة المصرية شيرين مع زوجها حسام حبيب، وتحولت في فترة قصيرة إلى وضع مأساوي لأنها لم تصل إلى جزء صغير مما توقعته في تلك العلاقة التي آذتها أكثر مما أسعدتها. لأكتشف مرة بعد مرة أن حياتنا معلقة بين مقصلتي الطموح وسقف التوقعات، ونحن من نوجه رقابنا نحو أحدهما باختيارنا الذي قد نلوم أنفسنا عليه لاحقا بعد سنين، ونقول كما قال صوت الأرض حينما فلتت من الأيدي والشغف كل المحاولات: ألا كان العشم أكبر!
ننشأ منذ صغرنا نرتهن لتوقعات يضعها علينا الآخرون، أولهم الوالدان، بأن نكون ما ينبغي أن نكون عليه في أذهانهم، وآمالهم ، وحينما لا نكون، تحدث صدمة العودة للواقع تحت سقف ذلك الطموح الذي وضعه الآخر لنا. فينشأ أفراد تنقسم مشاعرهم بين اللامبالاة لتخييب آمال الآخرين، وآخرين يقضون العمر والجهد والإمكانات لتحقيق تلك الآمال والتوقعات. بينهما فريق ضائع لا يعلم ماذا يفعل، وإن فعل لا يجيد، ولا يحب ما يعمله.
نستطيع أن نسقط هذا المقياس بين ارتفاع سقف التوقعات وإمكانات الواقع على كل ما يحيط بنا في الحياة، وأولها علاقتنا مع أنفسنا التي غالبا ما نقسو عليها دون تعمد ونضع لها توقعات عالية تدفعنا إليها قوى أخرى من رغبات وأمنيات الآخرين أو حرصا على أن نكون في مكان ومكانة تعود علينا بالإعجاب والرضا من الآخر الذي لا ينالنا منه إلا رأي مطلق يلقيه على ما نعمل له طيلة حياتنا كانطباع شخصي لا غير.
فكم من شاب تغافل عن شغفه لأجل رغبة وتوقع تمناه له آخر من أب أو أم أو معلم، وعاد بالكفاف من طموح لم ينل معه رضا ولا تهنئة.
وكم من مرؤوس بذل كل طاقته وقدراته، ولم يلمس بهما طرف أرنبة رئيسه الذي يرفعها عاليا كتوقعاته من شخص محدود الإمكانات. وكم من لوم وغضب دفين نصب على أرواحنا وهي ترتاح في مرقدها كل ليلة لأجل أشياء رسمتها أحلامنا في ليلة ماضية، وسقوف ارتفعت فوق رقة أجفاننا المؤرقة برضى الآخرين، فانهارت قذى وحجارة تستعر في أيامنا، لنستيقظ كل صباح غاضبين قلقين لم ننل بلح الهدوء ولا عنب الإنجاز.
رفع سقف التوقعات في مجتمعات العمل لا يأتي بنتيجة إيجابية على المنشأة ولا على أفرادها، بل قد يشكل ضغطا وتهديدا لهؤلاء الأفراد، لا يستطيعون معه تحقيق أقل مؤشر أداء. ورفع سقف التوقعات في العلاقات الاجتماعية يصيب الأطراف بالإحباط ويحول العلاقة إلى علاقة سامة أو مؤذية، لأن أحدهم لم يحقق السيناريو المرسوم في ذهن الآخر، فيبدأ بالدفاع عن توقعاته التي قد لا يعلمها الآخر حتى. فتتحول حياة البشر إلى سعي للوصول لذلك السقف المرتفع بدل أن يكون ركضا نحو الطموح الشخصي الذي يضعه كل واحد منا على مقياس احتياجاته وقدراته ورغباته.
أتحدث عن هذا بعد أن شاهدت استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للاعبي المنتخب السعودي لكرة القدم وأعضاء الجهازين الفني والإداري، قبل خوض بطولة كأس العالم (قطر 2022) . تحدث مع الفريق بحرفية إدارية عالية، لم يرفع من سقف التوقعات– المتوقع من أي جمهور في مثل هذا الحدث- بل شخص الواقع وفق إمكانات الفريق المعروفة، وتطرق للخطة وفق مجموعة المنتخب وهي مجموعة قوية، ثم تحدث عن الطموح بمنطقية وفق تلك المعطيات بأن على الفريق أن يكون طبيعيا يؤدي ما اعتاد عليه، وأن يستمتع باللعب دون تعريض الفريق لضغوط نفسية لأن سقف توقعات الآخرين منهم مرتفع.
ثم أقرأ - كالملايين في العالم العربي- عن المآل الغريب الذي آلت إليه علاقة الفنانة المصرية شيرين مع زوجها حسام حبيب، وتحولت في فترة قصيرة إلى وضع مأساوي لأنها لم تصل إلى جزء صغير مما توقعته في تلك العلاقة التي آذتها أكثر مما أسعدتها. لأكتشف مرة بعد مرة أن حياتنا معلقة بين مقصلتي الطموح وسقف التوقعات، ونحن من نوجه رقابنا نحو أحدهما باختيارنا الذي قد نلوم أنفسنا عليه لاحقا بعد سنين، ونقول كما قال صوت الأرض حينما فلتت من الأيدي والشغف كل المحاولات: ألا كان العشم أكبر!