لعل أحد المساوئ التي ينطوي عليها الانفتاح الحضاري والتقدم الإعلامي والمعرفي المستمر وحالات المثاقفة المتنامية بين الشعوب في عصر ما بعد العولمة، ما نراه من اهتزاز عنيف في القيم الطبيعية للإنسان والتي ترتبط غالبا بمبادئه الأخلاقية والدينية، خاصة تلك التي تتعلق بالفطرة السوية للبشر والمرتبطة بغرائزه الجنسية التي تشذ بها الدعوات الجديدة للخروج للعلن والحصول على التوافق الاجتماعي والتشريعي لها حول العالم.
الشذوذ الجنسي ظاهرة منتشرة منذ القدم، وطالما اعتبرت شأنا شخصيا إلا إذا خرجت للعامة فتصير قضية اجتماعية وحقوقية تختلف من جهة لأخرى، ويجتمع الكل -من العقلاء الأسوياء- على تجريمها، أو في أبسط الأحوال إنكارها والتقزز منها، لكنها اتخذت اليوم مسارا علنيا عالميا مع دعم حكومات عالمية لدول كبرى ممثلة برؤسائها، وإعلان حزمة حقوق علنية لهم كالاعتراف بوجودهم حقوقيا ومدنيا. والأسوأ أن تعلن منظمات دولية رسمية تعنى بحقوق الإنسان عن مناصرتها «لمجتمع الميم»، وتدعو لرفع أي ممارسات قمعية ضدهم، بينما تتجاهل فئات إنسانية في جهات مختلفة عن العالم ترزح تحت نير الجوع، والمرض، والجهل، والتهجير.
هذا التحالف لنشر ظاهرة الشذوذ والترويج لها على مستوى رسمي جاء متزامنا مع حملات إعلامية ناعمة عبر وسائط فنية مختلفة تزج بالمثلية دون مبرر في سير دراما مسلسلاتها وأفلامها أو كلمات أغانيها أو كليباتها التصويرية، وسائط توجد عبر تطبيقات برسوم رمزية في هواتف أغلب مراهقي العالم، وتجهل مع اعتياد رؤية مثل هذه الاقتحامات الشاذة عملا مستساغا قد يغلب الفطرة السوية يوما ما، أو يبرر له على الأقل تحت مسميات الحرية الشخصية والمساواة ومناصرة الأقليات المضطهدة بالتمييز العنصري.
في مجتمعاتنا العربية تحديدا، وبتأثر من الدين الإسلامي الذي يجرم الشذوذ الجنسي كبقية الأديان السماوية، لم يكن الحديث عن هذا التجاوز محتملا وإن كان يمارس في الخفاء ويمتد ليصبح اعتداء «بيدوفيليا» على الأطفال وانتشارا لظاهرة «البزرنجية»، التي يحذر منها الآباء على أطفالهم الذكور أكثر من خشيتهم على بناتهم من التعرض لخطر الاعتداء والتحرش في المكان نفسه.
ولكن مع هذا الانفتاح نحو تشريع الشذوذ لاحظنا وصول الفكرة مغلوطة لبعض المراهقين بأنه تشريع أيضا للاعتداء الجنسي على الأطفال – والذي لا نستبعد مع موجه الحريات الديموقراطية الغربية أن تبرر أيضا تحت حجج الميول الذاتية-.
اليوم مع هذا التداعي لمنظومات القيم والأخلاق والفطرة السوية واهتزازها في أنفس الناشئة في أفضل الأحوال، آن الأوان أن نتحدث في المسكوت عنه أمام هذا الجيل الذي نخشى عليه ومنه في وقت واحد، أن نشرح الظواهر التي نعلم عنها ونخفيها خلف الأبواب وننكر وجودها، لأننا نريد أن نكون مجتمعا فاضلا، لا نعترف بالأشواك في طرقنا وإن أدمت أقدامنا.
على كل مهتم ومعني من مؤسسات تربوية وتعليمية وبحثية أن تفصل في ظواهر الشذوذ الجنسي بأنواعه ومسمياته وحالاته كافة، وتشرع في وضع الحلول بعد معرفة الأسباب، وتهيئ النشء للتعامل مع هذا الانفتاح في تلقي المعلومة وإرسالها، خاصة إن كانت «شاذة»، وتقيم السلوك الحالي لهذا الجيل وتتنبأ بما يناسبه من وسائل تعليمية وتربوية وتثقيفية مناسبة لخصائصه الدينية والاجتماعية، وتهيئ كذلك الوالدين والمربين بالطرق الأمثل للتعامل مع هذه الحملات العالمية للتعايش مع الشذوذ، وتفكيك جذوره الموجودة لدينا، حتى يستطيع أن يبرر أحد الوالدين -مثلا- لو جاءت إليه طفلته في المرحلة الابتدائية والتي تعشق اللعب بدمية الشخصية التمثيلية الشهيرة: «أليسا» التي عرضت في مواسم الفيلم الأوسكاري Frozen، لو جاءت تحمل دميتها ضاحكة بريئة ليلاعبها؛ وأخبرته أنها مثلية كما يظهرها الفيلم!
الشذوذ الجنسي ظاهرة منتشرة منذ القدم، وطالما اعتبرت شأنا شخصيا إلا إذا خرجت للعامة فتصير قضية اجتماعية وحقوقية تختلف من جهة لأخرى، ويجتمع الكل -من العقلاء الأسوياء- على تجريمها، أو في أبسط الأحوال إنكارها والتقزز منها، لكنها اتخذت اليوم مسارا علنيا عالميا مع دعم حكومات عالمية لدول كبرى ممثلة برؤسائها، وإعلان حزمة حقوق علنية لهم كالاعتراف بوجودهم حقوقيا ومدنيا. والأسوأ أن تعلن منظمات دولية رسمية تعنى بحقوق الإنسان عن مناصرتها «لمجتمع الميم»، وتدعو لرفع أي ممارسات قمعية ضدهم، بينما تتجاهل فئات إنسانية في جهات مختلفة عن العالم ترزح تحت نير الجوع، والمرض، والجهل، والتهجير.
هذا التحالف لنشر ظاهرة الشذوذ والترويج لها على مستوى رسمي جاء متزامنا مع حملات إعلامية ناعمة عبر وسائط فنية مختلفة تزج بالمثلية دون مبرر في سير دراما مسلسلاتها وأفلامها أو كلمات أغانيها أو كليباتها التصويرية، وسائط توجد عبر تطبيقات برسوم رمزية في هواتف أغلب مراهقي العالم، وتجهل مع اعتياد رؤية مثل هذه الاقتحامات الشاذة عملا مستساغا قد يغلب الفطرة السوية يوما ما، أو يبرر له على الأقل تحت مسميات الحرية الشخصية والمساواة ومناصرة الأقليات المضطهدة بالتمييز العنصري.
في مجتمعاتنا العربية تحديدا، وبتأثر من الدين الإسلامي الذي يجرم الشذوذ الجنسي كبقية الأديان السماوية، لم يكن الحديث عن هذا التجاوز محتملا وإن كان يمارس في الخفاء ويمتد ليصبح اعتداء «بيدوفيليا» على الأطفال وانتشارا لظاهرة «البزرنجية»، التي يحذر منها الآباء على أطفالهم الذكور أكثر من خشيتهم على بناتهم من التعرض لخطر الاعتداء والتحرش في المكان نفسه.
ولكن مع هذا الانفتاح نحو تشريع الشذوذ لاحظنا وصول الفكرة مغلوطة لبعض المراهقين بأنه تشريع أيضا للاعتداء الجنسي على الأطفال – والذي لا نستبعد مع موجه الحريات الديموقراطية الغربية أن تبرر أيضا تحت حجج الميول الذاتية-.
اليوم مع هذا التداعي لمنظومات القيم والأخلاق والفطرة السوية واهتزازها في أنفس الناشئة في أفضل الأحوال، آن الأوان أن نتحدث في المسكوت عنه أمام هذا الجيل الذي نخشى عليه ومنه في وقت واحد، أن نشرح الظواهر التي نعلم عنها ونخفيها خلف الأبواب وننكر وجودها، لأننا نريد أن نكون مجتمعا فاضلا، لا نعترف بالأشواك في طرقنا وإن أدمت أقدامنا.
على كل مهتم ومعني من مؤسسات تربوية وتعليمية وبحثية أن تفصل في ظواهر الشذوذ الجنسي بأنواعه ومسمياته وحالاته كافة، وتشرع في وضع الحلول بعد معرفة الأسباب، وتهيئ النشء للتعامل مع هذا الانفتاح في تلقي المعلومة وإرسالها، خاصة إن كانت «شاذة»، وتقيم السلوك الحالي لهذا الجيل وتتنبأ بما يناسبه من وسائل تعليمية وتربوية وتثقيفية مناسبة لخصائصه الدينية والاجتماعية، وتهيئ كذلك الوالدين والمربين بالطرق الأمثل للتعامل مع هذه الحملات العالمية للتعايش مع الشذوذ، وتفكيك جذوره الموجودة لدينا، حتى يستطيع أن يبرر أحد الوالدين -مثلا- لو جاءت إليه طفلته في المرحلة الابتدائية والتي تعشق اللعب بدمية الشخصية التمثيلية الشهيرة: «أليسا» التي عرضت في مواسم الفيلم الأوسكاري Frozen، لو جاءت تحمل دميتها ضاحكة بريئة ليلاعبها؛ وأخبرته أنها مثلية كما يظهرها الفيلم!