فيما أحدث الذكاء الاصطناعي (AI) تأثيرًا ملحوظًا في عالم صناعة العطور، حيث أصبح يُستخدم في عدة مراحل من عملية تطوير العطور، والذي يساعد في تحسين الكفاءة والابتكار، كما أثار دخول الذكاء الاصطناعي عالم العطور تساؤلات حول احتمالية أن يحلّ محلّ الأنوف العطرية / العطارين، بيد أن هذا الأمر غير متاح حاليا وذلك لأن الإبداع البشري لا يزال عنصرًا أساسيًا في صناعة العطور.

والذكاء الاصطناعي هو مجرد أداة تساعد في تسريع العملية وتحسينها، لكنه لا يستطيع استبدال الحس الفني والخبرة الفريدة لصانعي العطور المحترفين.

أما عن أبرز الطرق التي أثر بها الذكاء الاصطناعي على هذه الصناعة فهي:

1. تصميم الروائح الجديدة

تستخدم بعض الشركات الذكاء الاصطناعي لتحليل تركيبات العطور الحالية والتنبؤ بروائح جديدة بناءً على البيانات الكيميائية والتفضيلات البشرية.

على سبيل المثال، طورت شركة IBM بالتعاون مع شركة Symrise نظامًا يسمى Philyra، والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء عطور جديدة من خلال تحليل تركيبات العطور الناجحة واقتراح مكونات مبتكرة.

وبحسب مقال نُشر في موقع (businessinsider) فقد ركزت جيفودان، إحدى أكبر الشركات المصنعة للعطور والنكهات المخصصة في العالم في صناعة التجميل والأغذية، لأكثر من عقد من الزمان على استخدام الذكاء الاصطناعي لفك رموز تعقيدات الرائحة.

تعمل الشركة على الجانب التجاري من الصناعة، حيث تقوم بتصميم وإنشاء الروائح لشركات مختلفة في جميع أنحاء العالم.

حيث قال يوهان شايل دي نيري، مدير التحول الرقمي في جيفودان: "العطر هو في الحقيقة نوع من الصندوق الأسود.

والذكاء الاصطناعي مفيد لفهم أفضل وفك رموز ما يشعر به المستهلك حقًا".

وقد أطلقت شركة جيفودان أداة الذكاء الاصطناعي Myrissi في العام الماضي لإزالة الغموض عن تطوير العطور.

من خلال قاعدة بيانات تضم أكثر من 25000 استجابة من المستهلكين من الاستطلاعات واختبارات المنتجات، تخلق تقنية الشركة ارتباطات بين الروائح والألوان لتوفير لوحات مزاجية مخصصة للعلامات التجارية التي تطور العطور.

NOS Emotiontech، و التي كانت تُعرف سابقًا باسم No Ordinary Scent، هي شركة أخرى تستخدم بيانات المستهلك الشخصية لمساعدة صانعي العطور.

في البداية، عرضت الشركة السويدية عطورًا مباشرة للمستهلك باستخدام منصة ذكاء اصطناعي حلل ثلاث صور أرسلها المستخدمون.

أما الآن فإن الشركة تركز على عملائها التجاريين، باستخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي وبيانات العملاء الحالية لإنشاء ملخصات تساعد العلامات التجارية على تجربة تجارب متعددة الحواس.

ويمكن للشركة -بمساعدة البيانات العلمية وخوارزميتها المدربة- معرفة "عائلات الروائح والنوتات" التي يمكن أن "تثير استجابات عاطفية معينة"، كما قالت ساندرا كينمارك، مؤسسة NOS Emotiontech، لـ BI.

على سبيل المثال، كلفت إحدى شركات ألعاب الفيديو شركة NOS Emotiontech بملء استوديو الألعاب الخاص بها برائحة شخصية تساعد المشاركين على الشعور بالراحة ونسيان إحساس الوقت أثناء اللعب. ركز العطر على الحمضيات والروائح الشمسية لتعزيز السعادة.

2. تخصيص العطور حسب الأذواق الشخصية



تقدم بعض العلامات التجارية الآن أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها إنشاء عطر مخصص بناءً على تفضيلات المستخدم. يتم ذلك من خلال استبيانات أو حتى تحليل البيانات البيومترية مثل رائحة الجسم أو التفاعل مع الروائح المختلفة.

3. تحليل اتجاهات السوق



كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة، مثل تقييمات المستهلكين على الإنترنت واتجاهات العطور الشائعة، لمساعدة الشركات على فهم ما يفضله العملاء وما يمكن أن يكون العطر القادم الأكثر شعبية.

4. تحسين عمليات الإنتاج

يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين كفاءة الإنتاج من خلال مراقبة جودة المكونات وضبط عمليات المزج والتخزين لتقليل الفاقد وتحسين الثبات والاستدامة.

5. بدائل مستدامة للمكونات الطبيعية



بما أن بعض المكونات الطبيعية للعطور نادرة أو مكلفة، فإن الذكاء الاصطناعي يُستخدم في البحث عن بدائل صناعية مستدامة تحاكي الروائح الطبيعية دون التأثير على البيئة.