لنسرح في الخيال قليلاً.. يا ترى كيف كنا سنظهر نحن النساء دون الهرمونات؟ ماذا لو لم تعد هناك امرأة تنفجر على زوجها في وسط الشارع لأنه -في نظر هرموناتها- «عينه زايغة» وأطال النظر في إحدى اللوحات الإعلانية التي تعلوها امرأة رشيقة القوام (مع العلم أن نظره 2 /6 ويعاني من انحراف في النظر ونسي نظارته في المنزل)
ماذا لو لم تعد هناك امرأة ينخفض أحد هرموناتها فتزيد في المقابل شكوكها في زوجها. وتبدأ بالتجول في قائمة أغاني «الخيانة» ثم تنتقي أشدها قسوة وإيلاماً وترسلها لزوجها وتغلق هاتفها وتكمل ما بدأته من الدراما وقد خُيّل إليها أنها «فاتن حمامة» في فيلم «أريد حلا!».
لنُخرج الرجال من المشهد.. ماذا عنا نحن النساء؟ كيف ستكون حياتنا دون مراوغات «الاستروجين» وتسلط «البروجسترون»؟ أجزم أننا سنسعد كثيراً. لا مزيد من الدموع والدراما والشكوك والغضب وتخريب العلاقات. لا مزيد من التصعيد اللا مبرر لتوافه الأمور ولا مزيد من السعرات الحرارية والتهام الحلويات. شخصياً سأكون أسعد الناس إذا لم يعد هناك ما يؤثر في سلامة مشاعري واتزان تفكيري. أنا شخص هادئ بشكل عام، لكن حين تبدأ تلك المناورة الهرمونية، أجدني تارةً «أفشّ خلقي» في «شاحن الجوال» الذي لم يدخل مقبس الكهرباء بسهولة، وتارة انهال بالشتائم على الباب الذي لم يغلق بشكل جيد. بل أذكر أنني مؤخراً انهلت ضرباً على بطانيتي لأنني حاولت جذبها إليّ مرتين حتى أتغطى وأنام لكنها أبت وتشبثت بطرف السرير، فما كان مني إلا أن لقنتها درساً أليماً حتى لا تفكر في عصيان سيدتها مرة أخرى. عموماً، ستبقى هذه المؤامرة الكونية/الهرمونية لغزاً راحَ ضحيته عديد من الرجال الأبرياء.