أكد الباحث السعودي المتخصص في الصيدلة الإكلينيكية الدكتور غسان أبو خمسين لـ«الوطن»، أن أكياس الشاي تعتبر واحدة من مصادر الميكروبلاستيك، إذ أن بعضها «التقليدية أو المقرونة بالسعر المنخفض»، قد تكون مصنوعة من البلاستيك أو تحتوي على طبقة بلاستيكية داخل الأكياس الورقية لتعزيز متانتها ومنع تسرب المواد الصلبة.

وأضاف، أنه عند تعرض أكياس الشاي للماء الساخن، يمكن أن تتحلل مواد البلاستيك أو الألياف الاصطناعية إلى جزيئات صغيرة جدًا تُعرف بالميكروبلاستيك «التآكل عند التسخين»، وطبقًا لدراسة علمية متخصصة، وجدت أن أكياس الشاي المصنوعة من الألياف البلاستيكية، يمكن أن تطلق 11.6 مليار جزيء من الميكروبلاستيك في كل كوب من الشاي، كذلك فإن الأكياس التي تبدو وكأنها مصنوعة من الورق، قد تحتوي على ألياف بلاستيكية أو معالجة بمواد كيميائية تربطها بالبلاستيك أيضًا تطلق مادة الميكروبلاستيك عند تعرضها للماء الساخن.

الاحتفاظ بالسوائل


ألمح أبو خمسين، إلى أن العديد من أكواب الورق المستخدمة للمشروبات الساخنة أو الباردة مغلفة بطبقة رقيقة من البلاستيك أو المواد البلاستيكية «مثل البولي إيثيلين» لمنع التسريب، وهذا الطلاء يجعل الكوب قادرًا على الاحتفاظ بالسوائل دون تسرب، بيد أن البلاستيك يمكن أن يتآكل أو ينفصل إلى جزيئات ميكروبلاستيك عند التعرض للماء الساخن أو البارد، أو بمرور الوقت، مضيفًا أن دراسات حديثة متخصصة أخرى، وجدت أن أكواب القهوة الورقية، تطلق جزيئات ميكروبلاستيك في السوائل الساخنة.

المضاعفات المزمنة

وعن الآثار السلبية للميكروبلاستيك على صحة الإنسان، قال: إن المواد البلاستيكية الدقيقة، تعمل كحامل للمعادن الثقيلة ومسببات الأمراض، والتي تظهر سمية مختلفة، وتحفز العديد من العوامل الفسيولوجية المرضية، وتسبب هذه الوسائط الفسيولوجية المرضية في وقت لاحق العديد من الاضطرابات والمضاعفات المزمنة، ملوحًا إلى تجربته الشخصية، التي تمتد لـ 10 أعوام، وحرصه على شرب المياه المرشحة في فلتر منزلي في عبوات زجاجية أو المونيوم، والابتعاد عن العبوات البلاستيكية، واستعمال أكواب خزفية لتناول المشروبات الساخنة، واستعمال فلتر معدني لأوراق الشاي الكاملة، وعدم استخدام أكياس الشاي، لتقليل تناول الميكروبلاستيك.

فصل النفايات

أضاف، أن الميكروبلاستيك، ليس مجرد تهديد بيئي، بل قنبلة موقوتة تهدد صحة البشرية، وتُظهر الإحصاءات أن 99% من الطيور البحرية ستتناول البلاستيك بحلول 2050م، إذا استمرت الاتجاهات الحالية، وأن الحلول ممكنة عبر تعاون عالمي واستثمار في الابتكار، لفصل النفايات، ودعم التشريعات الصارمة، ضد هذا العدو الخفي، مشددًا إلى أن الميكروبلاستيك (مواد تدوم مئات السنين لنستخدمها دقائق).

مصادر للميكروبلاستيك

• مستحضرات التجميل

93 % من منتجات التقشير تحتوي على «ميكروبيدات» بلاستيكية.

• صناعة النسيج

غسيل قطعة ملابس واحدة من البوليستر تُطلق 700 ألف جزيء بلاستيكي

غسل الملابس يمكن أن يطلق ما يصل إلى 1900 جزيء من الألياف البلاستيكية في كل غسلة.

• إطارات السيارات

تحتل المرتبة الثانية كمصدر للميكروبلاستيك عالميًا، حيث تُطلق 20-30% من وزنها جزيئات أثناء الاحتكاك.

• تحلل البلاستيك الكبير

تحتاج زجاجة ماء واحدة لـ 450 سنة لتتحول إلى ميكروبلاستيك، مُطلقةً خلال ذلك سمومًا

• الصناعات التحويلية

عمليات قطع أو تآكل البلاستيك في المصانع تُنتج غبارًا بلاستيكيًا يتسرَّب إلى الهواء والماء.

• أحبار الطباعة ثلاثية الأبعاد

تحتوي على جزيئات نايلون دقيقة.

• السجائر الإلكترونية

سائل الاستبدال ينشر جزيئات بلاستيكية في الرئتين.