وحمل ولازال حتى اليوم أهمية كبيرة في الدراسات والأبحاث الدينية، العلمية، الثقافية، التراثية، وله تعريفات في علم النفس والاجتماع والفلسفة وغيرها.
وسطور هذا المقال لا تتحدث عن الظل بمفهومه العلمي الواسع، وإنما أوردته مجازاً لفئة من
الناس منحهم الله مواهب في الثقافة والأدب والفنون، وخبرات مجالات متنوعة في الحياة، لكنهم فضلوا الانزواء في الظل برغبتهم، أو بسوء تقدير منهم، وربما الظروف لم تساعدهم في الخروج إلى عالم يتسع للجميع، أو أنهم تعرضوا لمواقف فسروها بالتهميش.
بينما نجد في الجانب الآخر أُناس بضاعتهم كاسدة يلهثون ليل نهار طلباً للأضواء، ولا يعنيهم محتوى ما يقدمونه.
يقول الكاتب عزمي عبدالوهاب في كتابه هوامش على دفتر الثقافة، عن أدباء الظل الذين يشبهون غيرهم في نشاطات متنوعة داخل المجتمع الواحد: " إن الاهتمام بأدباء الظل المنسيين يظهر بين وقت وآخر لمحاولة كسر الرتابه التي يعيشها القراء، وهم يواجهون يومياً صور وكلمات الأدباء المكرسين".
وأكد أن هذه الظاهرة ليست في الثقافة العربية وحدها وإنما توجد في بيئات ثقافية على مستوى دول العالم.
ومع انتشار وسائل التواصل، وتقنيات الإعلام الرقمي فضل أصحاب الظل البقاء في أماكنهم، بعدما أخذت بهم الحيرة كل مأخذ، وهم يشاهدون تناقضات المقاطع، وفلاشات الصور الباهتة.
وقد التقيت البعض منهم بالصدفة في لقاءات، وجلسات سمر، وتكشفت أمامي مواهبهم في مختلف المجالات، لكن لم أفهم أسباب زهدهم إلى درجة التقشف في الظهور.
وتأكدت أن حساسية التعرض للأضواء عندهم مرتفعة خاصة من يملكون موهبة الفكر والفن، ورغم محاولات الأصدقاء والمحبين حثهم على إخراج ما لديهم من أعمال حبيسة منذ أعوام في رفوف مكتباتهم المنزلية. ومراسمهم ومذكراتهم إلا أنهم لازالوا يحبذون الوقوف في الظل.