لست ملمًا بدرجة كافية بجوانب الحياة الزوجية على المستوى التطبيقي، بحيث يمكنني ثبر أغوار العلاقات الحميمية بين الزوجين، سيما بالنسبة للمقبلين على الزواج في شهر شعبان الذي يسبق رمضان المبارك بثلاثين يومًا فقط، لكني مع ذلك فأنا مدرك تمامًا بأن هذا الأمر يستدعي التوقف عنده بعض الشيء، لطرح عدة استفهامات حول توقيت عقد القران في هذا الموعد؛ لذلك أتساءل هنا، وبحرقة، عن مدى قدرة عروسين وهما حديثي عهد بالزواج، على الصمود في نهار رمضان المبارك أمام الغريزة التي جبلنا عليها كبشر، وبقدر تعجبي من هذه المسألة بقدر سعادتي لسعادة كل عروسين في مثل هذا اليوم، لكن كيف يمكن لهذه الأيام السعيدة التي تسمى بـ" شهر العسل" أن تسير وفق سياقها المعتاد في هذا الشهر، الذي يفترض فيه الإمساك عن الطعام والشراب نهارًا، والابتعاد عن مقدمات الشهوة، فضلاً عن الوقوع فيها، وهو الشهر الذي حثنا الشارع على التبتل والتفرغ فيه للعبادة بصورة مكثفة تختلف عن باقي شهور السنة الهجرية، مع البعد كل البعد عن وسائل الإغراء التي قد تفسد هذه الفريضة.

دافع هذا التساؤل نتج بعد أن وجّهت إلي عدد من الدعوات الشخصية لحضور مناسبات «زواج» في شهر شعبان، هناك دعوات وجّهت إلي لحضور مناسبات في أخر الشهر لضيق الوقت، ما يعني أن شهر رمضان سوف يكون مفعمًا بالأشغال الشاقة. طرحي لهذا السؤال مشروع بحكم أن العلاقة الزوجية الحميمة في هذا الفترة الزمنية الوجيزة ستكون محفوفة بالمخاطر، ومعرضة لفساد الصوم، مدعاة الإفراط فيها، ومسألة التحصن خلف القدرة على كبح النفس عن غيها، فيها نظر، ويكاد يكون الحديث عنها إنشائيا أكثر منه واقعًا/ علميا، وأجزم أنه لن يجدي نفعًا.

حقيقة إن الجدول الزمني لهذا التوقيت ليس بالتاريخ الملائم لإبرام عقود الأنكحة. في كل الأحوال كان الله في عون العروسين، وكان الله في عون الدعاة والمفتين في هذا الإطار، لأن برامج الفتوى في شهر رمضان سوف تكون مثقلة بأسئلة المستفتين الباحثين عن مخرج طوارئ.