وتطرح الرواية، التي جاءت في 118 صفحة من القطع المتوسط، كثيرًا من الأفكار التأملية العميقة، وتحفل بكثير من الأسئلة التي تخاطب وجدان الإنسان، وتضع أمامه مرآة صادقة تريه عيوبه وآثامه وخطيئته الكبرى، ففيها يقول «كيف لا يشعر الناس بالخجل عندما تصاب معتقداتهم وأفكارهم بالإهتراء، لماذا لا يغسلونها من حين لآخر كما أفعل أنا الآن، لماذا نغسل أسناننا وآذاننا وأرجلنا ولا نغسل عقولنا وعواطفنا وأحاسيسنا.. كيف لا يشعرون بالخجل والخزي وهم يسيرون عرايا في الشارع لا تسترهم (قيم) ومبادئ تحترم ذواتهم».
وتركز الرواية على قضايا الوجودية، وكيف يعيش الإنسان في أزمان متعددة، لكنه يلاقي نفس المصير في كل هذه الأزمان.
تعرج الرواية على الحرب تلميحًا، على دمشق القديمة، على المكتبة الظاهرية، كتاب ألف ليلة وليلة، وعلى كثير من الأماكن والمحطات التي يعبرها بطل الرواية الذي يقتل في نهايتها، وهي تعبر زمنيا منذ زمن عشتار قبل آلاف السنين، وحتى الزمن الحاضر.
وناصر محمد ناصر من مواليد مدينة تدمر 1964، وهو يكتب الرواية والقصة القصيرة، والقصة القصيرة جدًا، والشعر.