تلسكوب جيمس ويب، الأحدث والأكثر تطورًا، هو نتيجة تعاون بين وكالات فضاء متعددة، ويتميز بقدرته على رصد الكون عبر الأشعة تحت الحمراء. بفضل مرآته الضخمة، يستطيع التقاط كميات كبيرة من الضوء، مما يجعله أداة فريدة لاستكشاف أعماق الفضاء. يقع التلسكوب على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، وكان له دور رئيسي في اكتشاف GJ 1214 b.
تُسمى الكواكب الفرعية لنبتون بهذا الاسم لأنها تتوسط في الحجم بين الأرض ونبتون، وتتميز بتنوع تركيبها، إما غازية أو صخرية. يقع GJ 1214 b في كوكبة «حامل الثعبان»، وكان لغزًا محيرًا بسبب الغلاف السحابي الكثيف الذي يحيط به. استخدمت تقنية الأشعة تحت الحمراء لتحديد خريطة حرارية للكوكب، مما أظهر اختلافات ملحوظة بين جانبي النهار والليل.
تشير البيانات إلى أن الغلاف الجوي للكوكب يحتوي على الماء والميثان، مما يفتح المجال لاحتمالية وجود مصادر مائية. هذا الاكتشاف يعد خطوة مهمة لفهم الكواكب الفرعية لنبتون، حيث قد يكون GJ 1214 b عالمًا مائيًا. قارن العلماء تركيب غلافه الجوي بكواكب أخرى مثل الزهرة، مما يساعد في فهم تأثير الاحتباس الحراري.
تواجه الدراسات المستقبلية تحديات جديدة، حيث يفتح هذا الاكتشاف أبوابًا جديدة في الفيزياء الفلكية ويطرح أسئلة حول تشكل الكواكب واستكشاف الكون.