في بداية هذا الجزء أنوه عن خطأ ورد في الجزء السابق بخصوص تاريخ الطبعة الأولى من كتاب «العوائق»، وأنه كان في 1978، والصحيح أنه طبع في 1977، طبعة ناقصة بعض الصفحات، ووصلت السوق، وتم بيعها، ثم تداركت الدار والمؤلف ذلك النقص بطبعة كاملة في ذات السنة.

في العدد 101، 23 مايو 1972، استهل عبدالمنعم صالح العلي مقالاته في مجلة «المجتمع» الكويتية، تحت زاوية «رياض المؤمنين»، باسم «محمد أحمد»، وكان عنوان المقال «اجلس بنا نؤمن ساعة»، وهذا عنوان مقدمة كتابه الأول في سلسلة إحياء فقه الدعوة «المنطلق»، 1975، وقد قدمت المجلة-رئيس التحرير- لهذه الزاوية بمقدمة خاصة، تقول فيها «منذ ديسمبر 1971- أي منذ 6 شهور تقريبًا- اقترح بعض الإخوة الفضلاء إضافة باب جديد في (المجتمع) يقدم في الأساس زادًا للدعاة والعاملين للإسلام، ووافق هذا الاقتراح البناء قناعة عميقة لدى (المجتمع) بضرورة إيجاد هذه الزاوية، ذلك أن ضجيج الحياة، ومشاغل الأهل والولد، والانهماك في العمل حتى لو كان إسلاميًا، والاهتمام بالمعارك التي يحاول فيها خصوم الإسلام النيل من هذا الدين، كل هذه العوامل تؤثر في صفاء العاملين للإسلام وتجعل إشراقهم الروحي يحتاج إلى مزيد من النضارة والجلاء والتوهج، ومن هنا كان من الضروري أن يطالع العاملون للإسلام باستمرار ما يعين على بلوغ هذه الغاية. بيد أن هذا النوع من الكتابات يحتاج كذلك إلى روية وإلى وقت يستطيع الكاتب فيه تقديم هذا اللون من المعرفة، فلما وجدت (المجتمع) الرجل المناسب الأستاذ الكريم (محمد أحمد) عهدت إليه بهذه المهمة، وأفردت ابتداء من هذا العدد 101 هذا الباب؛ لكي يكون زادًا للدعاة وريًا روحيًا لهم في طريقهم إلى الله وسط زحام الحياة ومشكلاتها وضجيجها. (أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) صدق الله العظيم».

وفي العدد التالي (102) في 30 مايو 1972 أضيف لاسمه «الراشد» ليكون «محمد أحمد الراشد»، على الرغم من تقديم المجلة له في البداية باسم «محمد أحمد»، وكتب ثاني مقالته تحت ذات الزاوية بعنوان: «ذر غير الله».


كتب الراشد مقالاته في مجلة «المجتمع» إبان عهد رئاسة مشاري البداح للتحرير والممتد من أول تأسيس المجلة وانطلاق العدد الأول، في 17 مارس 1970، وحتى العدد 275، في 18 نوفمبر 1975، ثم خلفه بدر القصار حتى العدد 459، في 30 نوفمبر 1979، والذي لم يكتب الراشد في رئاسته للتحرير أي مقال ثم إسماعيل الشطي، الذي كتب في عهده الراشد مجموعة من المقالات القليلة التي لها ظروفها الخاصة، كما سيأتي معنا في المقالات القادمة، ثم توقف ذكر الراشد تمامًا في مجلة المجتمع، حتى فاجأت المجلة قرَّاءها في ديسمبر 1997، بخبر عنه يأتي ذكره في ثنايا الآتي من المقالات.

في العدد 105، في 20 يونيو 1972، أضاف لعنوان الزاوية عنوانًا فرعيًا إضافيًا، هو: «في فقه الدعوة»، ليكون العنوان «رياض المؤمنين، وأسفل منه بسطر: في فقه الدعوة»، ثم عنوان الحلقة، وفي الحلقة 20، في عدد 131، في 26 ديسمبر 1972، عدل عنوان الزاوية الثاني من «في فقه الدعوة» إلى «إحياء فقه الدعوة»، وأضاف عنوانًا فرعيًا ثالثًا مؤقتًا، هو: «التربية الحركية للقاعدة الصلبة».

وفي العدد 138، في 20 فبراير 1973، اختفى العنوان الثاني للزاوية، ليبقى عنوان الزاوية العام «رياض المؤمنين»، والعنوان الفرعي الثالث المؤقت «التربية الحركية للقاعدة الصلبة»، وفي هذا العدد وهذه الحلقة التي لم ترقم وهي الحلقة (37)، بحسب تسلسل الترقيم، أضاف إلى اسمه الحركي لقب «القادسي»، ليكون اسمه: «محمد أحمد الراشد القادسي»، نسبة لنادي القادسية الكويتي، والطريف أن مقاله في هذا العدد كتبه على صفحتين من ستة أعمدة، احتل عمودان منها مقالة محاذية لمقالته المعتادة بعنوان: «تحية إلى نادي القادسية الكويتي»، كتبها عطفًا على مباراة فريق القادسية وسانتوس البرازيلي، التي أقيمت في الكويت، عصر الجمعة 16 فبراير 1973، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من الفريقين، والراشد الذي شاهد المباراة عبر التلفزيون؛ أعجب بأداء الفريق القدساوي، وأعلن قادسيته، وسمى نفسه بالقادسي في هذا العدد كتحية وإعجاب بالنادي الكويتي.

عاد العنوان الفرعي للزاوية «إحياء فقه الدعوة» مع الحلقة 39 في العدد 142، في 30 مارس 1973، بعد اختفائه في حلقتين، وتوقف الراشد عن الكتابة لعدد واحد، وكتابته في موضوع مستقل عن سلسلته في عدد آخر، قبل أن يعود الوضع إلى طبيعته في مسيرة الحلقات مع الحلقة 39، كما ذكرنا آنفًا.

في عدد 155، في 19 يونيو 1973، كانت الحلقة 49 هي الأخيرة بالعنوان الفرعي المؤقت الثالث: «التربية الحركية للقاعدة الصلبة»، وبعد هذه الحلقة توقف الراشد عن الكتابة لأحد عشر عددًا متواصلاً، من العدد 156، وحتى العدد 166، وبدأ الحلقة 50 من سلسلة مقالاته، في العدد 167، في 11 سبتمبر 1973، بعنوان الزاوية الرئيس «رياض المؤمنين»، وعنوانها الفرعي: «إحياء فقه الدعوة»، وكان عنوان المقال: «زمرة القلب الواحد»، الذي ختمه بمبدأ حركي خطير، يمر عليه القارئ العادي مرور الكرام، ولكنه يشعل كوامن الحركي والتنظيمي الصغير والمبتدئ، يقول الراشد: «والدعوة فيه ’خاصة، لا يتصل بها إلا من استعد استعدادًا حقيقيًا لتحمل أعباء جهاد طويل المدى، طويل التبعات، وأول بوادر هذا الاستعداد، هو كمال الطاعة، والشعار في هذه المرحلة، دائمًا: أمر وطاعة، من غير تردد، ولا مراجعة، ولا شك، ولا حرج»، وأترك لكم تأمل المعنى المخيف في هذه المقولة، وهي من كلمات حسن البنا في الأساس.

على كل، في الجزء التالي سنتعرف- بإذن الله تعالى- على سبب الانقطاع الطويل جدًا للراشد عن الكتابة في مجلة المجتمع، وهل كانت محاضرة عبدالرحمن عبدالخالق حول التصوف، ونشرها في المجلة، ورده عليها، ثم رد عبدالخالق عليه سببًا في ذلك، وهل توقف في زمن رئاسة بدر القصار للتحرير، ثم حاول إسماعيل الشطي إعادته، وكيف كانت تلك العودة.