وأجمعت بعض المرشدات السياحيات على أن لهذا العمل مثل غيره من الأعمال تحدياته، إلا أنهن أكدن إصرارهن على مواجهتها والتغلب عليها.
الشغف بالتاريخ
تعيد المرشدة السياحية حصة الرقيبة دافعها الرئيس للالتحاق بالإرشاد السياحي إلى شغفها العميق بالتاريخ، ورغبتها في تحويل معرفتها الأكاديمية إلى تجربة عملية تسهم في تعزيز فهم الناس التراث الثقافي والتاريخي.
وتقول: «دراستي التاريخ فتحت لي آفاقًا لفهم الأحداث والحضارات التي شكّلت العالم، والإرشاد السياحي وسيلتي المثلى لنقل هذه المعرفة إلى الآخرين. كما أن هذا العمل فرصة لبناء الجسور بين الثقافات، حيث يمكنني أن أكون سفيرة للتراث الثقافي لبلدي».
وتضيف: «يتطلب الإرشاد السياحي مهارات متعددة، مثل التواصل، القيادة، والقدرة على إيصال المعلومات بطريقة جذابة، وهي مهارات أطمح إلى تطويرها واستثمارها في هذا المجال».
وتتابع: «اكتسبت مهارات وخبرات أثرت في تطوري الشخصي والمهني، فتطورت قدرتي على التواصل الفعّال مع أشخاص من خلفيات ثقافية متنوعة، مما عزز مهاراتي في بناء علاقات إيجابية وفهم احتياجات الآخرين. كما تطورت لدي مهارات البحث والتحليل، لتقديم معلومات دقيقة تلبي اهتمامات السياح. كما تعلمت أهمية إدارة الوقت والتنظيم، لضمان تقديم تجربة سياحية سلسة ومميزة. وساعدني عملي في صقل مهارات القيادة واتخاذ القرار في المواقف المختلفة، وأتاح لي فرصة أن أكون جزءًا من تعزيز الفخر بالتراث الوطني، ونقل جماله وتاريخ المملكة إلى العالم، وأنا أحرص على تحسين مهاراتي في التواصل واللغات الأجنبية، لتقديم تجربة سياحية استثنائية ومثرية للسياح، وأتطلع إلى ابتكار طرق جديدة، لجذب الزوار والترويج للمواقع التاريخية والأثرية التي قد تكون أقل شهرة، لإبراز التنوع الثقافي والجمال الطبيعي في المملكة، بما يسهم في تطوير القطاع السياحي محليًا».
وتبين «حصة»: «العمل في مجال السياحة مثل أي عمل آخر فيه تحديات، خصوصا أن هذا العمل جديد على المرأة السعودية. وقد واجهتني تحديات التوفيق بين التزاماتي الشخصية والمهنية، خاصة أن العمل في الإرشاد السياحي يتطلب التنقل المستمر، وربما السفر، وكذلك كسب ثقة الزوار، وهذا احتاج مني العمل بجد لإثبات كفاءتي، وتقديم محتوى احترافي ومتميز يعكس عمق معرفتي وشغفي».
وتوضح: «شكلت التحديات حافزا لتطوير نفسي، والآن أشعر بالفخر كوني جزءا من هذا القطاع».
تعزيز الهوية
تصر المرشدة السياحية نوف الحربي على أن أهمية السياحة في التنمية الوطنية كانت من أكبر حوافزها لدخول مجال الإرشاد السياحي، قائلة: «إيماني العميق بدور السياحة في تنمية الاقتصاد الوطني وتحقيق رؤية المملكة 2030 دفعني نحو هذا المجال».
وتضيف: «السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي وسيلة لتعزيز الهوية الوطنية وتبادل الثقافات مع العالم، وهي تسهم بشكل كبير في خلق فرص عمل للشباب السعودي».
وتبيّن أنها تطمح إلى تقديم تجارب سياحية فريدة للسائحين تبرز جمال الثقافة والتراث السعودي الأصيل، مؤكدة أهمية تعزيز الوعي بأهمية السياحة لدى المواطنين، والحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية للأجيال المقبلة.
صعوبات وجهود
تؤكد الحربي أنها لم تواجه أي صعوبات في مسيرتها المهنية، مركزة على أهمية ودور المواطن السعودي في دعم قطاع السياحة. وتقول: «تحتاج السياحة إلى تكاتف جهود الجميع، فالمواطن هو السفير الأول لبلده، ودوره كبير في استقبال السياح، وتقديم صورة إيجابية عن المملكة».
اهتمام بالثقافات
تعيد المرشدة السياحية أصايل الجميلي اقتحامها عالم الإرشاد السياحي إلى اهتمامها بالجنسيات والثقافات الأخرى منذ صغرها، قائلة: «هناك كثير من الناس في مختلف أنحاء العالم يشاركونني هذا الاهتمام. ونظرا إلى ثقافتنا العريقة، وتاريخنا العربي الجميل والمعالم السياحية التاريخية والحضارية الحديثة التي تتميز بها المملكة، فإنه يشرفني أن أنقلها إلى الآخر بكل حب وشغف. كما أشعر بمتعة عند مشاركة ثقافة هذا الوطن الجميل المعطاء مع الآخرين».
وتضيف: «حصلت من خلال برنامج التأهيل السياحي ودورات أخرى على المبادئ الأساسية للإرشاد السياحي، بالإضافة إلى ما يجب أن يكون عليه المرشد السياحي من صفات وخصائص شخصية وأساليب في حل المشكلات، ناهيك عن معرفة إرشاد المجموعات المختلفة من السياح وكبار الشخصيات والجنسيات والأعمار المختلفة».
دوافع الفتيات لامتهان الإرشاد السياحي:
ـ اهتمامهن وشغفهن بالتاريخ
ـ قناعتهن بأهمية القطاع السياحي في التنمية الوطنية
ـ حرصهن على التعرف على ثقافات الآخر
ـ اهتمامهن بنقل ثقافة المملكة وتراثها للعالم