في ضوء ذلك أقرت وزارة الصحة السعودية في عام 1425هـ برنامج فحص للمقبلين على الزواج، مع إلزام طرفي العقد بإحضار شهادة الفحص الطبي قبل إجراء عقد النكاح، ولكن دون الإلزام بنتائج الفحص الطبي، كما نفذت برنامج التوعية للخطيبين في حال عدم توافقهما صحيًا للزواج أو الإنجاب، ووفرت عيادة خاصة للمشورة كي توضح كل ما قد يترتب على زواجهما في حال إصرارهما عليه، من حيث انتقال الأمراض لأحد أفراد الأسرة، ومع ذلك تجد إصرار البعض على الزواج دون التفكير بشكل عقلاني في الأضرار التي ستلحق بالمصاب من أفراد الأسرة مستقبلا.
كل ما في الأمر أن " قيسا لا يريد التخلي عن ليلى"، لتلد المأساة بعد ذلك لهذه الأسرة وتبدأ المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية ، ليتحول العشق بين قيس وليلى إلى هم طويل الأمد وندم بعد فوات الأوان، وإلى المزيد من الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم، لأن معظم الأمراض الوراثية لا يوجد لها علاج جذري بل علاجات تعمل على إبطاء تطور المرض أو التقليل من تأثيره في الحياة. ويستمر ذلك العلاج مدى حياة المصاب بالمرض. ولهذا نتمنى أن ينظر للأمر بشكل أكثر حرصًا على سلامة مجتمعنا، حتى لو فرضت قرارات تنص على إلزام الزوجين بتكاليف العلاج في حال إصابة أي من أفراد الأسرة بمرض معدي أو وراثي، إذا تم الإصرار على زواجهما، في حال عدم وجود نص شرعي لمنعهما من الزواج، حفاظًا على صحتهم وصحة أبنائهم.