نشأ بقوة الإرادة وعزيمة لا تلين، صانعًا لنفسه طريقًا نحو النجاح بخطوات واثقة وإيمان راسخ، رغم قسوة الفقر والحاجة التي عايشها، ورغم صلف الحياة التي أرهقته بتحدياتها، لم تكن الظروف عائقًا أمامه، بل كانت وقودًا لإصراره، ودافعًا له ليصبح أفضل وأكثر ثباتًا، جعل من أحلامه راية، ومن معاناته حافزًا، فكان نموذجًا مشّرفًا للكفاح والإصرار.
شمسٌ خلف الغيوم، تعبيرٌ يحمل في طياته جمالاً خفيًا يتوارى خلف الستار، ونورًا مضيئًا لا تراه العين مباشرة ولكنه يبقى حاضرًا، يبعث الدفء والطمأنينة رغم حجب الغيوم الكثيفة، الشمس خلف الغيوم تشبه القوة الداخلية التي تنير حياة الإنسان، حتى في أصعب الأوقات.. إنها رمزٌ للأمل المستتر، الأمل الذي قد لا يُرى ولكنه يشعرنا بأن هناك ضوءًا خلف كل تحدٍ، ونهايةً لكل ظلام.
وتجسيدًا لهذا المعنى في صورته الجميلة، وما أشعر به عند الشدائد منذ أن غيب الموت أبي، حيث كان -رحمه الله- شمسًا خلف الغيوم في حياتي، برغم غيابه بقي أثره يضيء قلبي، كالنور الذي يتسلل من بين الشقوق، يبعث في نفسي الطمأنينة والسكينة. لقد كان رمزًا للأمل والتوجيه، بكلماته وحكمته التي ما زالت تتردد في عقلي، تذكرني بأن هناك دائمًا نورًا داخليًا يُرشدني مهما اشتدت التحديات.
فحين تكون الشمس خلف الغيوم، ينتشر ضوؤها ببطء، يلون الأفق بلونٍ دافئ.. يعبر من خلال الشقوق الصغيرة، وكأنها تهمس بأن هناك دائمًا أملاً رغم الحجب.. هكذا كان والدي، يبعث الأمل في قلوبنا بكلماته الصادقة ونصائحه الهادئة، ويترك وراءه إرثًا من القوة التي لا تبهت.
يبقى وجوده في حياتي مثل هذا الضوء الخافت، يُرشدني في ظلمات الحياة، يمنحني العزيمة والصبر، وكأنه يهمس لي دومًا أن النور موجود، حتى لو لم يظهر بوضوح.. الشمس خلف الغيوم هي رمزٌ للصبر، بأن الأشياء العظيمة قد تحتاج إلى وقت لتظهر، وأن الحياة ليست دائمًا مشرقة، ولكن حتى في ظل التحديات يبقى هناك نورٌ مستمرٌ يدعمنا، ولو كان بعيدًا عن أعيننا.