عندما كنت صغيرًا ارتسم أمامي المستقبل أن يكون أجمل من الحاضر، ثمَّ مضت تلك السِّنون حتَّى وجدت شخصًا أكاد أجزم أنِّي لا أجد مثله مهما طال بي الحال. شخص يحمل كلُّ المعاني الجميلة في كلِّ شيء كان لي الملجأ بعد اللَّه، الَّذي الجأ إليه عندما يشتدُّ بي الكرب. كان هو العمود الفقريُّ لحياتي، يرسم كلُّ المعاني الجميلة في نظريّ ويهذِّبني عند الغضب ويلملم تلك الجرَّاح الَّتي أحرقت حرارة الفرح والماضي الحزين.

ذلك الشَّخص يحمل ملامح الخجل والبراءة في كلِّ رسمة من ملامحه. ويحمل قلبًا طاهرًا يذكرك في القرب من اللَّه دائمًا وفعل الطَّاعات. ( ملَّاك على صفة إنسان) وددت لو أنِّي حافظت على ذلك الشَّخص وعلى روحه الجميلة ولكنِّي كنت مغرورًا وعنيدًا، ظنًّا أنَّ الأيَّام سوف تلد لي شخصًا يشابهه ومضت تلك السِّنين وأنا مازلت متعلِّقًا لعلي أجد من يشابه ذلك الملاك وفي كلِّ مرَّة يكون الفشل هو سيِّد الموقف حيث لم ولن أجد من يشابهه .

حملت له في قلبي كلَّ الحبِّ وأظنُّه كذلك، لمَّ اسمع منه كلمةً جارحةً قطُّ ولا صفةً سيِّئةً، كانت لها ابتسامة تشبه شروق الشَّمس بعد عتمة اللَّيل.


وأنا الآن - لعلَّ رسائلي تصل إليه - أقول له لم تعد الأيَّام جميلةً.

بقيت الأيَّام حزينةً مثل ما اعتدَّت عليها بعد رحيلك.

عاد بي الألم والحزن في حياتي وكان الماضي حاضرا أمام عيني، لم يعد بالاستطاعة أن أتجاوز تلك الأيَّام بقت الأيَّام باهتةً، وها أنا أكتب لك لعلَّ حزني وندمي يقف وتعود ابتسامتي كما عهدتها.

أتمنَّى أنَّك بأفضل حال! جبرنا اللَّه وإيَّاكم.