حيث يستخدم أسلوبًا يتميز بالتعبيرات القوية والنبرة الحادة التي تتناول القضايا الرئيسية التي تشغل بال الناخبين، كالأمن والهجرة والاقتصاد. وهذا الأسلوب الحماسي يمكّنه من التأثير على مشاعر الجماهير، حيث ينجذب أنصاره إلى خطابه باعتباره يمثل تحديًا للسياسات التقليدية.
وتأثير هذه الخطابات يتجاوز الكلمات، إذ تعزز الإحساس بالتغيير والاستجابة للمخاوف الشخصية للناخبين، مما يجذب إليه تأييدًا واسعًا ويعزز ولاء قاعدته الانتخابية.
حيث لم يهيمن أي مشهد على السياسة الأمريكية منذ عام 2015 مثل دونالد ترمب على خشبة المسرح، حيث ظل يتحدث لأكثر من ساعة أمام جوقة من القبعات الحمراء التي تحمل شعار «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
تأثير ممتد
وفي الأسبوع الماضي، أوضح ترمب لمذيع البودكاست الشهير جو روجان: «أنت تلقي خطابًا، وتستمر خطاباتي لفترة طويلة بسبب النسيج، أعني أنني أنسج القصص فيه. إذا لم تفعل ذلك - إذا قرأت فقط من جهاز التلقين، فلن يشعر أحد بالإثارة».
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة من حملته الرئاسية الثالثة، أصبح عرض ترمب غير مترابط كما كان من قبل وأكثر قتامة بشكل ملحوظ. لكن الحشود لا تزال تأتي، وتهتف لشعبويته القومية، وتضحك على الإهانات وتهتف معها، وترفع قبضاتها، مع تعهداته المباركة بجعل أمريكا قوية وفخورة وصحية وثرية وبالطبع عظيمة مرة أخرى.
أدوات متسقة
ويرى المحللون أن خطابات ترمب، وإن كانت لا تتشابه أبدا، تستخدم كلها أدوات وموضوعات متسقة. فهو يستخدم الفكاهة، والتباهي، والحكايات، والمظالم، والوعود الكبرى. وهناك مغالطات غير منطقية، وأكاذيب خيالية، وهجمات لاذعة على المعارضين. وهو ينثر في خطابه ألفاظا مبتذلة وألفاظا مبالغا فيها. بل إنه يقرأ أحيانا مقاطع من أجهزة التلقين التي يسخر منها عندما يستخدمها أي سياسي آخر ــ ثم يزعم أنه لا يستخدم أجهزة التلقين أو لا يحتاج إليها. ويقارن منتقدون آخرون استعراضه المطول بالزعماء الاستبداديين. أو يزعمون أن «النسيج» هو ببساطة غطاء للتدهور المعرفي لرجل يبلغ من العمر 78 عامًا، والذي سيكون أكبر رئيس أمريكي حديثًا سنًا في التاريخ.
الانتقالات والدقة
ولا يتحدث ترمب بشكل خطي بينما يتصاعد خطابه إلى ذروته.
فمن أول هجوم له على هاريس، انتقل إلى التعبير عن التعاطف مع ضحايا إعصار هيلين ثم بشكل مفاجئ إلى أحد موضوعاته المفضلة: مكانته العامة.
وبعد دقائق، وخلال هدوء مسموع بين الحشود، ألقى شعاره المميز «MAGA» لإثارة الهتافات.
وأجاب ضاحكًا. «ما أجمل هذا الحشد».
وعاد إلى المُلقن الذي يشرح الأرقام التي تحدد تأثيرات التضخم على الأسر الأمريكية. وتساءل: «هل ينبغي لي أن أقاضي» شبكة سي بي إس وبرنامج «60 دقيقة» لأنهما، على حد تعبيره، تلاعبا بإجابات هاريس في مقابلاتها التي كانت «من مستشفى المجانين».
وقال «إنها تدخل في الانتخابات واحتيال»، مشيرا إلى التهم التي تشكل جزءا من قضايا جنائية ضده.
وسخر من هاريس لأنها قالت إنها سترفع الضرائب، لكنه أساء تقديم مقترحاتها على أنها تنطبق على الجميع. (إنها تستهدف الشركات والأفراد الأثرياء). وفي الوقت نفسه، كانت التخفيضات الضريبية التي أقرها ترمب في عام 2017 «أكبر تخفيضات ضريبية في التاريخ»، كما قال. (وهو تفسير خيري، في أفضل تقدير، يتجاهل التضخم).
أبرز وعود حملة ترمب لعام 2024:
1. الهجرة والأمن
الالتزام بإغلاق الحدود وإنهاء ما يسميه «غزو المهاجرين»، مع تنفيذ أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة.
2. الاقتصاد
القضاء على التضخم، وجعل أمريكا أقوى اقتصاديًا، من خلال إعادة تصنيع السلع محليًا وتخفيض الضرائب على العمال، بما في ذلك إلغاء الضرائب على البقشيش.
3. الطاقة
تعزيز هيمنة الولايات المتحدة في إنتاج الطاقة، وإنهاء السياسات المتعلقة بالسيارات الكهربائية والابتعاد عن الطاقة المتجددة لصالح النفط والغاز.
4. السياسة الخارجية
تجنب نشوب حروب جديدة، واستعادة السلام في أوروبا والشرق الأوسط، مع بناء نظام دفاعي صاروخي فوق البلاد.
5. التعليم
حظر التمويل الفيدرالي للمدارس التي تُدرّس «نظرية العرق النقدي» أو ما وصفه بـ«الأيديولوجيا الجندرية المتطرفة»، ومنع مشاركة الرجال في رياضات النساء.
6. السياسة النقدية
الحفاظ على الدولار كعملة احتياطية عالمية.
7. الرعاية الصحية
الحفاظ على الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية دون تقليصات أو رفع سن التقاعد.
ترمب يروج لأن هذه الخطط ستساعد في استعادة ما يسميه بـ«عظمة أمريكا» والتغلب على التحديات الحالية.