انطلقت في الرياض، اليوم، أولى جلسات «التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين»، بمشاركة أكثر من 90 دولة بالإضافة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا»، ويهدف الاجتماع إلى بحث المسارات المؤدية لقيام الدولة الفلسطينية.

ضرورة حل القضية الفلسطينية

وقال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، في كلمة افتتاحية، إن أمن المنطقة مرتبط ارتباطاً كاملاً بوجود حل للقضية الفلسطينية وقيام دولتها، وإن السعودية تفعل كل ما يلزم لإيقاف الحرب في غزة.


وأوضح أن ما تشهده المنطقة من تصعيد واستمرار للعدوان الإسرائيلي في غزة ولبنان، يحتم على الجميع «اتخاذ موقف حازم وفوري لوضع حد للجرائم التي ترتكبها إسرائيل».

وأكد وزير الخارجية أنه «لم يعد مجدياً الاكتفاء بالإدانات والحلول الجزئية، خاصة أمام حجم المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومضاعفة المستوطنات وتغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف، وتفشي خطاب الكراهية والتحريض».

وأضاف في معرض كلمته أن «كل ذلك يؤدي إلى تقويض فرص تحقيق حل الدولتين ويدفع نحو مزيد من العنف وعدم الاستقرار»، مشدداً على أن استمرار الإخفاق في إيجاد حل مستدام للصراع في الشرق الأوسط، سيكون له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدولين، بما في ذلك نشر التطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية.

دعم الأونروا

وجدد الأمير فيصل بن فرحان تأكيده على ضرورة وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين وتفعيل آليات المحاسبة، وإنهاء سياسات الإفلات من العقاب والمعايير المزدوجة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.

كما جدد وزير الخارجية دعم السعودية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا »، مؤكداً على أهمية دورها الحيوي، خاصة في ظل الممارسات الإسرائيلية، التي تُعرض عملها والعمل الإنساني كافة في الأراضي الفلسطينية للانهيار.

تصعيدات عنيفة

بدوره، دعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا » فيليب لازاريني، إلى «إيجاد حلول طويلة المدى من أجل تحقيق السلام والأمن في دولة فلسطين»، مضيفاً أن «الأراضي الفلسطينية المحتلة تعاني من صراعات عديدة ومن العنف المتكرر، خاصة في الضفة الغربية».

ودعا لازاريني في معرض كلمته إلى تضافر الجهود لإنهاء العداء ضد فلسطين، مضيفاً أن «غزة تعاني من تصعيدات عنيفة، ولا بد من إنهاء الأزمة. وقال إن أكثر من مليوني شخص يرقدون تحت الأنقاض في غزة».

تجييش الرأي الدولي

وكان الأمير فيصل بن فرحان قال في تصريحات للصحافيين قبل دقائق من انطلاق الاجتماع، إن اللقاء الأول للتحالف العالمي لحل الدولتين يهدف إلى مناقشة خطوات عملية في اتجاه إقامة الدولة الفلسطينية، تحقيقاً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ولرفع المعاناة الطويلة ليس فقط لفلسطين، بل لمنطقتنا مع الحروب.

وأشار الوزير إلى الوضع المأساوي في غزة وآخرها «التصرفات الإسرائيلية الهوجاء في شمال غزة، من حصار وإبادة جماعية بهدف إخلائه من أرضه، وهو أمر مرفوض ومدان».

وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أن المملكة العربية السعودية ستقوم بكل ما تستطيع لتجييش الرأي العام الدولي، وزيادة الضغوط ليس فقط من أجل وقف إطلاق النار في غزة، ولكن أيضاً في لبنان والوصول إلى حل نهائي لهذه القضية.

أمل للفلسطينيين

وفي وقت سابق، قال سفير فلسطين في السعودية باسم الآغا، إن عقد الاجتماع الأول للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين «يمنح الفلسطينيين أملاً، بعد الدمار والقتل، في مواجهة من يخطط لمحو الحق الفلسطيني».

وأكد الآغا التزام الحكومة الفلسطينية بمبادرة السلام العربية وكافة قرارات الشرعية الدولية، معرباً عن ثقته بالتحرك السعودي «الذي سيلعب دوراً كبيراً في حل الدولتين، بالرغم عن الاحتلال وما يقوله».

تحالف لقيام حل الدولتين

وفي سبتمبر الماضي أعلن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قيام التحالف الدولي لحل الدولتين بالشراكة مع الدول العربية والإسلامية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ومملكة النرويج.

وقال الأمير فيصل بن فرحان، خلال اجتماع وزاري في نيويورك بعنوان «الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كطريق إلى سلام عادل وشامل»: «باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نُعلن إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، ويطيب لي أن أدعوكم لحضور أول اجتماع في السعودية للإسهام في تحقيق السلام».

وتابع: «سنضع خطة عملية لتحقيق الأهداف المشتركة لتحقيق السلام المنشود»، مضيفاً: «سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق ولا رجعة فيه لسلام عادل وشامل».

وأوضح الأمير فيصل بن فرحان خلال رده في المؤتمر الصحافي الذي عقب الاجتماع آنذاك أن «الاجتماع سيركز على إيجاد مسارات عمل واقعية وعملية لتحقيق قيام حل الدولتين، وبالتأكيد سيكون التركيز على قيام الدولة الفلسطينية».

أبرز ما جاء في تصريحات وزير الخارجية

- أمن المنطقة مرتبط بحل القضية الفلسطينية وقيام دولتها.

- السعودية تفعل كل ما يلزم لإيقاف الحرب في غزة.

- يجب اتخاذ موقف حازم وفوري لوضع حد للجرائم التي ترتكبها إسرائيل.

- الإدانات والحلول الجزئية لم تعد مجدية أمام ما يعانيه الشعب الفلسطيني.

- التأكيد مجددا على دعم السعودية لوكالة (الأونروا).

- المملكة ستجيش الرأي العام الدولي ضد ممارسات إسرائيل.

- إقامة دولة فلسطينية شرط للتطبيع مع إسرائيل.