في مسيرة مستمرة للتدمير، طبق الجيش الإسرائيلي نظام الإخلاء في لبنان على مسيرة خطى غزة، والتي قاد لقتل مدنييها وتدمير مبانيها والتهجير القسري للملايين منهم، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا بإخلاء مدينة بعلبك بشرق لبنان بالكامل، والمناطق المحيطة بها، والطرق الرئيسية في وادي البقاع.

وتشمل المنطقة التي تم تحديدها للإخلاء مجمع المعبد الروماني القديم، المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو،

وتكثف الولايات المتحدة ووسطاء آخرون جهودهم لوقف الحروب في لبنان وقطاع غزة، وتتداول مقترحات جديدة لإنهاء الصراع الإقليمي خلال الأشهر الأخيرة لإدارة بايدن.


مطالبات الأطراف

وتوقفت المفاوضات على الجبهتين لعدة أشهر، ولم يظهر أي من الأطراف المتحاربة أي إشارة للتراجع عن مطالبه، ومن المقرر أن يزور كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بريت ماكجورك، وأموس هوشستاين، إسرائيل يوم الخميس لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار المحتمل في لبنان وغزة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، بحسب مسؤول أمريكي غير مخول له التعليق علنًا وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.

وقال مسؤولان آخران إن الاقتراح لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة شهرين تنسحب خلاله القوات الإسرائيلية من لبنان، وينهي حزب الله وجوده المسلح على طول الحدود الجنوبية للبلاد، ولكن من غير المرجح أن تثق إسرائيل في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات اللبنانية لإبعاد حزب الله عن المنطقة العازلة التي أعيد إنشاؤها في لبنان، فهي تريد الحرية في ضرب المسلحين إذا لزم الأمر، ويريد المسؤولون اللبنانيون الانسحاب الكامل.

وعلى نحو منفصل، اقترحت الولايات المتحدة ومصر وقطر وقف إطلاق النار في غزة لمدة أربعة أسابيع، تفرج حماس خلالها عن ما يصل إلى عشرة رهائن، وفقًا لمسؤول مصري ودبلوماسي غربي.

قرار سابق

ولم يعلق حزب الله ولا إسرائيل علنًا على الاقتراح لإنهاء حربهما الأخيرة، التي بدأت قبل أكثر من عام، واشتدت بشكل كبير في منتصف سبتمبر.

خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي، التقى هوكشتاين برئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، واتفقا على خارطة طريق حول كيفية تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرب إسرائيل وحزب الله التي استمرت 34 يومًا في عام 2006، وفقًا لمسؤول لبناني تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المحادثات المغلقة.

إعادة التسليح

وقال مسؤول آخر مطلع على المحادثات إن إسرائيل طلبت أن يتضمن أي اتفاق تدابير لمنع حزب الله من إعادة التسلح، وضمانات بأن إسرائيل ستكون قادرة على العمل في المنطقة العازلة لمكافحة التهديدات من الجماعة المسلحة، ولم يتضح بعد ما إذا كان لبنان سيوافق على صفقة تسمح لإسرائيل بمواصلة العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية. وأصر المسؤولون اللبنانيون على أنه لا ينبغي تعديل القرار 1701، الذي ينص على الانسحاب الإسرائيلي الكامل.

وقد صرح حزب الله بأنه لن يوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل إلا إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ومن غير الواضح ما إذا كان هذا الموقف قد تغير بعد مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله.