شاهدتُ فيلم «حياة الماعز» والهندي «نجيب» الذي جاء إلى السعودية، برفقة صديقه «حكيم»، من أجل العمل في شركة، ولكنهما تاها في المطار، لينتهز الفرصة رجل بدوي ويختطفهما إلى الصحراء حيث الإبل والغنم، فيذيق البدوي «نجيبا» أصناف العذاب، حتى تسنى لـ«نجيب» وصديقه الهرب بمساعدة رجل «أفريقي».
(2)
لكنهم تاهوا في غياهب الصحراء، ليقتل العطش «حكيم» والأفريقي، وينجو «نجيب» الذي يقلّه رجل «سعودي» يبدو عليه الثراء - هنا توقعنا «الإنصاف» - ولكن «السعودي» يرميه في الشارع لتقبض عليه الشرطة، فيصطف مع «عمالة» ليمر «الكفلاء» متبخترين يفتشون عن «عمالهم» الهاربين، ومن وجد «عامله» انهال عليه بالعقال - بحضرة الشرطة -، قبل أن يتم ترحيل «نجيب»!
(3)
الفيلم الذي صدر في مارس 2024، ويمتد لثلاث ساعات، قال «القيّمون» عليه إن مأخوذ من قصة حقيقية حدثت في التسعينيات الميلادية!
(4)
من يشاهد الفيلم «الممل» يكتشف أنه تجنى على «السعوديين» حين أظهرهم «بلا إنسانية!»، كما تجنى على «الهنود» حين أظهرهم بمظهر الحمقى العالة، لسنا شعبا ملائكيا!، ولدينا بعض التجاوزات التي يقف لها القانون، بيد أن النادر لا حكم له، كما يُلاحظ في الفيلم: «التجديف»، والتعري، والمبالغة، والعنصرية ضد العرب، واللهجة الغريبة، وضابط الشرطة الذي يرتدي بدلة بـ«رتبتين»: عميد ووكيل رقيب في الوقت ذاته!، ومقارنات «المخرج» الذي يظهر «السعودية» كصحراء خالية قاسية، والهند جنة عدن!
(5)
الفيلم لم يكن منصفًا، وفقد السيطرة على مجريات الأحداث بسبب «التطويل» الممل المخل، وغابت «الحبكة» في أغلب «منعطفات» القصة، وبالطبع الأغاني الطويلة.
(6)
مشكلة «تجاوزات الكفلاء» وقف ضدها السعوديون سياسيا واجتماعيا وثقافيًا وفنيًا، وقد حضرتُ مجلس أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر ورأيته يوبخ مواطنًا منع «مكفوله» من الاتصال بالسفارة، وطلب منه أن يذهب به إلى السفارة فورًا.
(7)
«المبالغة» ركن في الدراما، ولكن ليس على نحو من «الظلم»، و«التجني»، و«الميكافيلية»، والمادية!، لا سيما أن «حياة الماعز» جاء متأخرًا جدًا في معالجة «ملف» أغلقته صرامة القانون السعودي منذ عقدين.