«ملائكة الرحمة» التي تبذل جهودا خارقة في تقديم الخدمات الصحية، تحصل على تقدير الناس، واحترامهم، وثقتهم. «البالطو الأبيض» فرض تقديره في «عيون» المجتمع، لاحترامه لذاته، وعمقه، وتمكنه من التخصص، وإنسانيته، وإيثاره، وأسلوبه في الإقناع، وصدقه، وصبره.
(2)
لكن ثمة قلة في هذا الكادر المشرق، المشرِّف، الذي يكاد تخصصه يضيء. ثمة قلة لا تدرك قيمة «البالطو الأبيض»، كجناح ملائكي، من المعيب إهداره، بالبحث عن الشهرة، ومسايرة «الترند» و«الرقص»، والخروج عن «النص»!
(3)
وعموما: «خوارم المروءة» أمر لا نقاش حوله، أي إسفاف، أو ابتذال، أو تصرفات صبيانية، أو أهداف دنيئة، أو ظهور خادش، أو أي عمل يؤدي إلى نكتة سوداء في صورة التخصص - أي تخصص - النقية، والتقليل منه، وانتقاصه، وإهداره، وتهميشه، وازدراء منسوبيه، وظلم أهله يعد من خوارم المروءة.
(4)
نعم، المستهتر بـ«قيمة» تخصصه، ظالم لنفسه، ولزملائه، وتخصصه، ولا يماتن ذا لبٍّ، في قوة تأثير الفرد الواحد من «نخبة المجتمع» على صورة «التخصص»، و«المجال»، والزملاء.
(5)
كل «وزارة» ملزمة بالحفاظ على «السمعة»، ووزارة الصحة - على وجه الخصوص - مطالبة بوضع التدابير الوقائية ضد كل ما من شأنه خدش صورة الطب، وسمعة الطبيب، و«كرامة البالطو».
(6)
سمعة الطبيب الذي ضحى بماله، ونفسه، وأهله، لا سيما في «حرب كوفيد19»، لا تستحق أن تلوثها مطاردة بعض الأدعياء، والمتدثرين، والدخلاء على المهنة، للشهرة، و«سراب» السوشال ميديا، والأرقام الخادعة، الكاذبة، الخاطئة.
(7)
لكل مهنة «حلال»، صورتها النقية، وسمعتها البيضاء، وعقلاؤها المسؤولون، لذا يجب زرع قيمة المهنة في نفوس منسوبيها، سيما المستجدين، والمستجدات، فمهما بلغ هذا العالم من التغيير فإن «رقص» البالطو الأبيض وتهريجه لا يمكن للنفوس السليمة استساغته، ولا للأذواق الرفيعة تقبله، ولا للعقول الصحيحة قبوله!