تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الضغوط العسكرية ــ بما في ذلك الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ شهرين على مدينة رفح جنوب قطاع غزة ــ «هي التي دفعت حماس إلى الدخول في المفاوضات»، مع تخلي حماس عن مطلبها القديم بأن تعد إسرائيل بإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقد أثار هذا التحول المفاجئ آمالا جديدة في إحراز تقدم في المفاوضات التي تتم بوساطة دولية. ومن المتوقع أن تستؤنف المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هذا الأسبوع، حيث قال العديد من المسؤولين إن الدمار الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ تسعة أشهر ربما ساعد في دفع حماس إلى تخفيف مطالبها.

غارات الاحتلال


وعززت القوات الإسرائيلية عملية في أكبر مدينة في قطاع غزة، وقال الجيش إنه كان يهدف إلى القضاء على المسلحين، مما أدى إلى فرار الآلاف من الفلسطينيين من منطقة دمرت بالفعل في الأسابيع الأولى من الحرب التي استمرت تسعة أشهر.

ويوسع التوغل في شرق مدينة غزة من انخراط إسرائيل في شمال القطاع المحاصر، بينما أفاد سكان بإطلاق مدفعية ودبابات، فضلا عن غارات جوية. ولم تعلن وزارة الصحة في غزة، التي لديها وصول محدود إلى الشمال، وقوع إصابات على الفور. وقال الدفاع المدني إن المنطقة أصبحت غير قابلة للوصول بسبب الاشتباكات العنيفة.

وفي إشارة إلى أن العملية قد تتوسع، أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء إضافية لمناطق في أحياء أخرى وسط مدينة غزة، داعية السكان إلى التوجه جنوبا إلى مدينة دير البلح.

تأتي هذه المعارك في الوقت الذي تبدو فيه إسرائيل وحماس أقرب ما يكون منذ شهور إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يوقف الحرب مقابل إطلاق سراح العشرات من الإسرائيليين المحتجزين كرهائن لدى حماس.

ولكن العقبات ظلت قائمة، حتى بعد أن وافقت حماس قبل أيام على التنازل عن مطلبها الرئيسي بأن تلتزم إسرائيل بإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق. وقال مسؤولون إن جزءا رئيسيا من هذا التحول هو مستوى الدمار الناجم عن حملة القصف المكثفة التي شنتها إسرائيل.

وقال فضل نعيم، مدير مستشفى الأهلي، القريب من المنطقة التي تم إخلاؤها، إن المرضى ومرافقيهم فروا من المنشأة في حالة من الذعر. وأضاف أنه لم تكن هناك أوامر بإخلاء المستشفى، لكن «المئات من المرضى والمرافقين أصيبوا بالذعر، وغادروا خوفًا من الأسوأ». ولفت إلى أن المرضى الذين يعانون حالات حرجة تم إجلاؤهم إلى مستشفيات أخرى في شمال غزة.



توقيع الصفقة

وحثت مجموعة تمثل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة نتنياهو على تأجيل خطابه أمام الكونجرس الأمريكي، حتى يتم التوقيع على اتفاق إطلاق سراح أقاربهم، حيث من المقرر أن يلقي نتنياهو خطابا أمام جلسة مشتركة للكونجرس في الرابع والعشرين من يوليو.

وتشارك إسرائيل وحماس حاليا في بعض من أكثر المحادثات جدية منذ شهور بشأن اتفاق من شأنه أن يوقف الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن، فضلا عن مئات الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.

وقد دعت مجموعة عائلات الرهائن نتنياهو إلى إعطاء الأولوية للتوصل إلى اتفاق قبل سفره إلى الخارج.

وقالت في بيان: «أي خطاب دون اتخاذ إجراءات ملموسة لإبرام الاتفاق وإعادة أحبائنا إلى الوطن هو أمر سابق لأوانه، ويتجاهل الأولوية القصوى لهذه الحرب، وهي إعادة جميع الرهائن».

وقد ازدادت مشاعر الإحباط لدى أسر الرهائن إزاء عجز نتنياهو وحكومته أو عدم رغبتهما في إعادة الأسرى إلى ديارهم. وطالبت الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد، يوم الأحد، نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحرر الرهائن. كما طالبته بالاستقالة.



فجوات بين الطرفين

وقال مكتب نتنياهو إن المفاوضين الإسرائيليين سيستأنفون المحادثات هذا الأسبوع بشأن وقف إطلاق النار مع حماس، التي توقفت أسابيع، وهو ما يشير إلى إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة. لكنه أضاف: «هناك فجوات لا تزال قائمة بين الطرفين».

وفي حين تريد حماس التوصل إلى اتفاق يضمن انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة وانتهاء الحرب، تقول إسرائيل إنها لا تستطيع وقف الحرب قبل القضاء على حركة حماس المسلحة. كما كانت مسألة الحكم والسيطرة الأمنية على القطاع بعد الحرب من القضايا المثيرة للجدل.



منشآت مدمرة

وذكر رئيس وكالة الأمم المتحدة الرئيسية التي تقدم المساعدات إلى غزة أن نصف منشآتها في القطاع دمرت منذ بدء الحرب. وقال فيليب لازاريني أيضا إن أكثر من 500 شخص قتلوا في تلك الهجمات، بما في ذلك الموظفون والنازحون الذين لجأوا هناك.

وتحدث المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، الذي أكد دعم مصر الوكالة المعروفة باسم «أونروا».

واتهمت إسرائيل «أونروا» بغض الطرف أو التعاون مع حماس وغيرها من الجماعات المسلحة في غزة، وإدامة أزمة اللاجئين الفلسطينيين المستمرة منذ عقود، وهي اتهامات تنفيها الوكالة.

وتقدم «أونروا» الخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين من حرب عام 1948 التي أعقبت إنشاء إسرائيل، وأحفادهم الذين يشكلون غالبية سكان غزة.

الهجوم البري: جدد الجيش الإسرائيلي هجومه البري على الشجاعية الشهر الماضي أجبر الهجوم ما بين 60 و80 ألف شخص على الفرار من المنطقة المرضى ومرافقوهم فروا من المنشأة في حالة من الذعر