تكررت في لبنان نفس خطوات الاستراتيجيات في غزة، بدءا من هجمات مستمرة وأمال بالهدنات وصولا الى الفشل واستمرار غارات الاحتلال.

حيث ذكر مسؤولون إن الغارات الجوية الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل 11 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات في وسط بيروت، في حين يسارع الدبلوماسيون إلى التوسط في وقف إطلاق النار.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن حصيلة القتلى قد ترتفع مع قيام فرق الطوارئ بالحفر بين الأنقاض بحثا عن ناجين.


وأضافت أن اختبارات الحمض النووي تستخدم لتحديد هوية الضحايا، مضيفة أن 63 شخصًا أصيبوا. وكانت هذه الضربات هي الرابعة في العاصمة اللبنانية في أقل من أسبوع.

وقف النار

وكان التصعيد بعد أن سافر المبعوث الأمريكي آموس هوشتاين إلى المنطقة هذا الأسبوع في محاولة للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء أكثر من 13 شهرًا من القتال بين إسرائيل وحزب الله، والذي اندلع إلى حرب شاملة في الشهرين الماضيين.

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 3500 شخص في لبنان وإصابة أكثر من 15 ألفًا.

كما أدى القتال إلى نزوح حوالي 1.2 مليون شخص، أو ربع سكان لبنان. وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتل حوالي 90 جنديًا ونحو 50 مدنيًا بالصواريخ والطائرات بدون طيار والقذائف في شمال إسرائيل وفي القتال في لبنان.



بلا تراجع

ومن جهه أخرى لا تظهر أي علامات على تراجع حرب إسرائيل مع حماس.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 80 شخصًا قتلوا خلال يومين في غارات متعددة على شمال القطاع، بما في ذلك مستشفى كمال عدوان ومستشفى الأهلي. وأضافت أن العشرات من الناس ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.

ركام المباني

ودمرت الضربات مبنى من ثمانية طوابق في وسط بيروت وأحدثت حفرة في الأرض.

وفي يوم السبت أيضًا، أسفرت ضربة بطائرة بدون طيار عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة في مدينة صور الساحلية الجنوبية، وفقًا للوكالة الوطنية للإعلام التي تديرها الدولة.

وقال النائب عن حزب الله أمين شيري، إن المبنى المستهدف سكني ولم يكن بداخله أي مسؤول من حزب الله.

وقال محمد البقاعي، المتحدث باسم حركة فتح في منطقة صور، إن القتلى هم لاجئون فلسطينيون يعملون في مهنة الصيد ويعيشون في مخيم الرشيدية القريب. وأضاف أن والد أحد القتلى أصيب أيضًا.

ورغم التحذير الذي أصدره الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي للناس بعدم صيد الأسماك على طول الساحل الجنوبي للبنان، قال البقاعي إن الفلسطينيين واصلوا الخروج إلى البحر. وأضاف: «لا يمكنك أن تقول لشخص يحتاج إلى الطعام أنك لا تستطيع الصيد».

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا للسكان قبل الغارات في وسط بيروت ولم يعلق على الخسائر.



أطفال غزة

كما استمرت الغارات الجوية على غزة يوم السبت. وقُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص، نصفهم من الأطفال وبينهم امرأتان، في مدينة خان يونس الجنوبية، وفقًا لمراسلي وكالة أسوشيتد برس وموظفي مستشفى ناصر.

وتجاوز عدد القتلى في الحرب التي استمرت 13 شهرًا في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس 44 ألف قتيل هذا الأسبوع، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين.

وقالت إن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.

وفي دير البلح، أغلقت المخابز المحلية أبوابها لمدة خمسة أيام هذا الأسبوع، وارتفع سعر كيس الخبز إلى أكثر من 13 دولارًا، في حين اختفى الخبز والدقيق من الأرفف قبل وصول المزيد من الإمدادات.

وقُتلت امرأتان على الأقل بالرصاص، السبت، أثناء انتظارهما في طابور للحصول على الخبز في المدينة، بحسب ما قاله أقارب وشهود عيان لوكالة أسوشيتد برس.



مذكرات المحكمة

وتأتي الغارات على غزة بعد أيام من قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، استنادًا إلى «أسباب معقولة» بأنهما يتحملان المسؤولية عن جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الولايات المتحدة ترفض قرار المحكمة بشكل أساسي. وأضافت أن إدارة بايدن «قلقة للغاية إزاء اندفاع المدعي العام لطلب أوامر اعتقال وأخطاء العملية المزعجة التي أدت إلى هذا القرار».

وتقول نومي بار يعقوب، الزميلة المشاركة في برنامج الأمن الدولي في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، إنه حتى لو لم يتمكن نتنياهو من السفر إلى العديد من الدول الأوروبية، فإنه سيذهب إلى الولايات المتحدة. وهذا من شأنه أن يجعله أقرب إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وقالت «لا أعتقد أن نتنياهو سيُعتقل لأنه لن يخاطر بالسفر إلى أي دولة يمكنها إصدار مذكرة اعتقال بحقه.



1.قرارات المحكمة الجنائية الدولية:

إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

مذكرة اعتقال بحق مسؤول حماس محمد ضيف، رغم زعم إسرائيل بقتله.

2. ردود أفعال الأطراف:

نتنياهو أدان القرار واعتبره «سخيفًا وكاذبًا».

المملكة المتحدة تدعم المحكمة لكنها لم تحدد موقفها بشأن اعتقال نتنياهو.

الولايات المتحدة رفضت قرار المحكمة ولا تعترف باختصاصها، وأبدت قلقها من العملية.

3. وضع نتنياهو الدولي:

مذكرات الاعتقال قد تحد من حرية حركة نتنياهو دوليًا.

رغم ذلك، يمكنه التحرك بحرية في الولايات المتحدة، مما يعزز علاقته بدونالد ترمب.