ومن المرجح أن يؤدي إدراج الأمم المتحدة إسرائيل هذا الشهر ضمن منتكهي حقوق الطفل إلى تسليط المزيد من الضوء العالمي على سلوك هذا البلد في الحرب بغزة، وزيادة التوترات العالية بالفعل في علاقته مع الهيئة العالمية.
نقل الجثث
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أنقذ نوعى أرغاماني (25 عاما)، وألموغ مئير جان (21 عاما)، وأندري كوزلوف (27 عاما)، وشلومي زيف (40 عاما) من موقعين بعملية نهارية معقدة في قلب النصيرات، حيث داهم المكانين دفعة واحدة، وتحت إطلاق النار.
وبينما تم نقل جثث ما يقرب من 100 فلسطيني قتلوا إلى مستشفى الأقصى، قال خليل دغران لوكالة «أسوشيتد برس» إن أكثر من 100 جريح وصلوا أيضا. كما شاهد مراسلو الوكالة نقل القتلى إلى المستشفى من منطقتي النصيرات ودير البلح مع تصاعد الدخان من مسافة بعيدة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم «تهديدات لقواتنا في المنطقة».
الصراع المسلح
من جهة أخرى، سيخبر الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن، الأسبوع المقبل، أن كلا من إسرائيل وحماس ينتهكان حقوق الأطفال، ويتركونهم عرضة للخطر في حربهم للقضاء على بعضهم البعض.
ويعد الأمين العام سنويا قائمة عالمية بالدول والميليشيات التي تهدد الأطفال. والآن من المقرر أن تنضم إسرائيل إليها.
ويرسل أنطونيو غوتيريش القائمة إلى مجلس الأمن، ويمكن للمجلس بعد ذلك أن يقرر ما إذا كان سيتخذ إجراءً أم لا. والولايات المتحدة هي واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وكانت مترددة في التحرك ضد إسرائيل، حليفتها القديمة.
وأوضحت مقدمة تقرير الأمم المتحدة للعام الماضي أنها تدرج الأطراف المتورطة في «قتل وتشويه الأطفال، والاغتصاب، وغيره من أشكال العنف الجنسي المرتكبة ضد الأطفال، والهجمات على المدارس والمستشفيات والأشخاص المحميين».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين إن رئيس مكتب غوتيريش اتصل بسفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، يوم الجمعة، لإبلاغه بأن إسرائيل ستكون ضمن التقرير عند إرساله إلى المجلس الأسبوع المقبل.
كما سيتم إدراج جماعتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين في القائمة.
رد غاضب
وردت إسرائيل بغضب، حيث أرسلت إلى المؤسسات الإخبارية مقطع فيديو لـ«إردان» وهو يوبخ رئيس مكتب جوتيريس – الذي كان من المفترض أنه كان على الطرف الآخر من مكالمة هاتفية – ونشرته على موقع X.
وكتب إردان في بيان: «ستستمر حماس بشكل أكبر في استخدام المدارس والمستشفيات، لأن هذا القرار المخزي للأمين العام لن يؤدي إلا إلى منح حماس الأمل في البقاء، وإطالة أمد الحرب والمعاناة. عار عليه!»
بينما قال سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة: «إضافة إسرائيل إلى «قائمة العار» لن يعيد عشرات الآلاف من أطفالنا الذين قتلتهم إسرائيل على مدى عقود».
وأضاف: «لكنها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح».
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «الأمم المتحدة وضعت نفسها على القائمة السوداء للتاريخ اليوم، حيث أدت هذه الخطوة إلى تفاقم الخلاف الطويل الأمد بين إسرائيل والأمم المتحدة، وحتى الآليات الروتينية لتعاملات إسرائيل مع المنظمة الدولية أصبحت الآن محفوفة بالتوترات».
تحد جريء
وقد خرج المتحدث باسم الأمين العام، الذي يتسم بالاتزان عادة، عن لهجته الطيبة التي اتسم بها في إيجازه الصحفي في فترة الظهيرة عندما طُلب منه مناقشة آخر التطورات.
وقال دوجاريك: «كانت المكالمة بمنزلة مجاملة للدول المدرجة حديثًا في ملحق التقرير». وأضاف: «الإصدار الجزئي لهذا التسجيل على تويتر أمر صادم وغير مقبول، وبصراحة هو أمر لم أره قط خلال 24 عامًا من خدمة هذه المنظمة».
ويبدو أن إدانة قرار الأمين العام قد جمعت بين القيادة الإسرائيلية المنقسمة بشكل متزايد، من نتنياهو اليميني وأردان إلى العضو الوسطي الشعبي في مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس.
ونقل غانتس عن أول رئيس وزراء لإسرائيل، ديفيد بن غوريون، قوله: «ليس المهم ما يقوله الغوييم (غير اليهود)، المهم هو ما يفعله اليهود».
تكثيف العمليات
وتكثف إسرائيل عملياتها وسط قطاع غزة حيث تم إنقاذ الرهائن.
وفي وقت سابق، أصابت غارة جوية إسرائيلية مجمع مدرسة تديره الأمم المتحدة في النصيرات، مما أسفر عن مقتل أكثر من 33 شخصا داخل المدرسة، من بينهم ثلاث نساء وتسعة أطفال.
تواجه إسرائيل:
انتقادات دولية شديدة بسبب سقوط ضحايا من المدنيين في غزة
تساؤلات حول ما إذا كانت فعلت ما يكفي لمنع سقوطهم في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر
أسفرت الغارتان الجويتان الأخيرتان في غزة عن مقتل عشرات المدنيين
سيتم إرفاقها بقائمة عالمية بالدول والميليشيات التي تهدد الأطفال، لأنها تسببت في مجازر قتل وتشويه للأطفال