في كشف علمي جديد طوّر باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية بكندا قطرات أنسولين يأخذها مرضى السكري عن طريق الفم.

وأوضح الباحثون أن القطرات التي توضع تحت اللسان يمتصها الجسم بسرعة وكفاءة، مما قد يحل محل الحاجة لحقن الأنسولين، ونشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «Controlled Release».

وتستمر معدلات الإصابة بمرض السكري في الارتفاع، وهناك نحو 425 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من مرض السكري، بينهم نحو 75 مليونًا يحتاجون إلى حقن الأنسولين يوميًا للسيطرة على مستويات السكر في الدم.


ويحصل الأصحاء على الأنسولين بشكل طبيعي من البنكرياس لتنظيم الغلوكوز في الدم بعد تناول الوجبة، على عكس مرضى السكري الذين لا يستطيعون إنتاج كمية كافية من الأنسولين ويحتاجون للحصول عليه من مصدر خارجي.

ويمكن تناول أدوية عدّة عن طريق الفم، لكن حتى الآن يجري تناول الأنسولين عن طريق الحقن فقط، لتحلّله في المعدة، وعدم وصوله إلى المكان المطلوب في الجسم.

ويمكن أن يكون الغلوكوز غير المنضبط خطيرًا جدًا، لذلك يجب على مرضى السكري مراقبة مستويات الغلوكوز لديهم وتناول الأنسولين لخفضه عند الضرورة. وفي حين أن الحقن هي أسرع طريقة لتوصيل الأنسولين إلى الدم، يحتاج المرضى عادة إلى 3 أو 4 حقن يوميًا على الأقل، مما يؤثر على نوعية حياتهم.

ويعد الالتزام بهذا النظام أمرًا صعبًا، ومع مرور الوقت يمكن أن يسبب ارتفاع مستوى الغلوكوز مضاعفات خطيرة مثل تلف العين والكلى والأعصاب، مما يؤدي لبتر الأطراف.

وابتكر الباحثون طريقة لتوصيل الأنسولين من دون ألم لمساعدة مرضى السكري على إدارة المرض والحفاظ على صحتهم بسهولة أكبر.

وتحتوي قطرات الأنسولين الجديدة على خليط من الأنسولين و«الببتيد» الذي يخترق الخلايا (CPP) والذي طوره الفريق البحثي.

وأظهرت الاختبارات ما قبل السريرية نتائج واعدة، حيث وصل الأنسولين مع «الببتيد» بشكل فعال إلى مجرى الدم، بينما من دون «الببتيد»، يظل الأنسولين عالقًا في البطانة الداخلية للفم.