شهد (المؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوى عن مقاومة مضادات الميكروبات)؛ الذي تستضيفه المملكة في مدينة جدة خلال الفترة من 14-16 من نوفمبر إطلاق عدد من المبادرات التي تؤكد الريادة الدولية للمملكة حيث تمثل مركزًا مهماً لمواجهة التحديات العالمية؛ وكان من أبرز المبادرات التي شهدها المؤتمر إطلاق مركز التعلم الصحي الواحد (Learning Hub) الذي يهدف إلى التعامل مع التهديدات الصحية المستقبلية المعقدة، ويتضمَّن إنشاء وتقديم تدريب عملي للبلدان، خاصة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لتنفيذ خطط العمل الوطنية وتطوير أساليب لجمع البيانات وتجميعها للمساهمة في تقارير مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات الوطنية.

وأشار المشاركون في ورشة عُقدت بجانب الجلسات الرئيسية، إلى أن اتباع نهج متعدد القطاعات، ونهج الصحة الواحدة، أمر ضروري للتعامل مع التهديدات الصحية المستقبلية؛ التي أثارتها التحديات الكوكبية الثلاثية المتأثرة بتغيُّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث.

واعتبروا أن توسيع نطاق الوصول إلى مضادات الميكروبات هو أولوية عالمية للصحة العامة يجب أن تقترن بتحسين الوصول إلى التشخيصات عالية الجودة والرعاية الصحية مع المهنيين المدربين بشكل كافٍ، وبرامج إدارة مضادات الميكروبات الوظيفية.


كما ناقشت إحدى جلسات المؤتمر؛ التي حملت عنوان (الغوص في التشخيصات - حالة الاختبار لمقاومة مضادات الميكروبات)، أهمية التشخيصات في معالجة مقاومة مضادات الميكروبات وفهم نوع العدوى التي يعاني منها المريض وبالتالي أفضل طريقة لعلاجها.

وتناول المتحدثون طرق تنفيذ الالتزامات في سدِّ فجوات التشخيص لمقاومة مضادات الميكروبات، إضافة إلى تحديد الابتكارات والإجراءات ذات الأولوية اللازمة لسدِّ هذه الفجوات في مختلف الدول، وكيفية تمويلها وتنفيذها من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وعرض المتحدثون الجهود التي تقوم بها دولهم والتحديات التي تواجهها، معتبرين أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الاستثمارات والدعم المالي وتشجيع القطاع الخاص على الدخول في مجال الاستثمار في التشخيص والرعاية الصحية الشاملة، ودعوا إلى العمل على معالجة هذه المسألة، أيضاً، من المنظور البيئي من خلال الاهتمام بالنفايات الطبية والعمل أن تكون قابلة للتحلل للتقليل من تأثيرها الخطير على الجو وعلى التربة وبالتالي على الإنسان.

كما عقدت ثلاث جلسات وورش عمل متوازية، شارك فيها متخصصون وخبراء صحيون وتقنيون، ناقشوا خلالها أفضل الممارسات الصحية في المملكة في مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وشهدت عرض تقرير حديث عن المشهد المالي للابتكار المضاد للبكتيريا، اعتبر أن أسواق المضادات الحيوية الجديدة تُظهر قدرةً محدودةً على البقاء، ولكن العائدات على الاستثمار في المضادات الحيوية (الاحتياطية) الجديدة لا تغطي تكاليف البحث والتطوير والتسجيل والتصنيع والتوزيع.

وتأتي استضافة المملكة لهذا المؤتمر العالمي؛ الذي يجمع 48 وزيراً ونائب وزير من قطاعات الصحة والبيئة والزراعة من57 دولة، إضافة إلى 450 مشاركًا من منظمات الأمم المتحدة، امتداداً لدورها الريادي في المجال الصحي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما تبذله من جهود لمواجهة التحديات العالمية الكبرى الحالية والمستقبلية في سياق رؤية 2030، من خلال دعم وتنفيذ المبادرات العالمية لمواجهة المخاطر والتحديات الصحية، والإسهام في تعزيز نهج الصحة الواحدة، ودعم صحة الشعوب حول العالم.‏

ويهدف المؤتمر إلى تنسيق الجهود الدولية لدعم نهج الصحة الواحدة، وإيجاد الحلول الفعَّالة والمستدامة، ورفع الجاهزية والاستعداد لمقاومة مضادات الميكروبات بما يحقق الأمن الصحي العالمي، وتحويل الالتزامات إلى خطوات عملية ملموسة، إذ سيسهم هذا الحدث الدولي في تنسيق الجهود العالمية عبر مختلف الأنظمة؛ التي تشمل صحة الإنسان والحيوان والزراعة، إضافة إلى حماية البيئة.‏