قبل نحو شهر فقط، تناولت صحف وقنوات محلية قصة نجاة الطفلة الصغيرة لارين ابنة الـ24 شهرًا، من حادثة سقوطها من سيارة والدها في أحد شوارع الرياض.

لكن القدر الذي سخر للصغيرة لارين حياة جديدة حيث انتبه أحد السائقين إلى سقوطها من مركبة والدها، وبادر إلى إسعافها ومساعدتها قبل أن تدهسها المركبات العابرة، لم يكن إلى جانب الصغير محمد عبدالله من القطيف وهو الذي سقط كذلك من مركبة والده، لكن وللأسف، لم تكتب له النجاة.

سقطت لارين من المركبة التي كان يقودها والدها، وسقط محمد من المركبة التي تقودها والدتها، وجاء سقوطهما في فترتين متقاربتين، وهو ما سلط الضوء أكثر على حوادث السقوط من المركبات والتي تعد من أخطر الحوادث التي يتعرض لها صغار السن من الأطفال، وهي قد تعود إما إلى فتح الطفل لباب السيارة بشكل مفاجئ أثناء القيادة، أو لخروج أكثر من نصف جسمه من النافذة، أو لركوب الأطفال في حوض السيارات بالخلف وذلك بالنسبة للسيارات ذات الأحواض.


ويعيد كثيرون تلك الحوادث إلى إهمال الأهل، أو عدم تركيز قائد المركبة مع وجود عناصر التشتت المختلفة بما فيها الأحاديث الجانبية، واستخدام الجوال، أو الزحام في المركبة، وضوضاء الأطفال.

الغفلة وتشتت الانتباه

يشير أخصائي طب الطوارئ عمار عبادي إلى أن أغلب حالات سقوط الأطفال من المركبة التي تصلهم إلى قسم الطوارئ تكون ـ وللأسف ـ بسبب الإهمال.

ولفت إلى أن «حوادث سقوط الأطفال من المركبات ليست شيئًا جديدًا، فهي تتكرر مرارًا، وقد تحدث في لحظات أو أجزاء من الثواني، إما بسبب غفلة السائق، أو تشتت الانتباه، أو لأسباب أخرى».

وتابع «بعيدًا عن المسببات، لا بد من التذكير بضرورة الالتزام بجلوس الطفل في المقاعد الخلفية، واستخدام المقعد المخصص له في السيارة وهو المقعد المناسب لعمره ووزنه، وكذلك لا بد من تركيب ذلك المقعد بشكل صحيح يساعد على حمايته، ويقلل من احتمالية إصابته، ويمنع حدوث الإصابات الخطيرة عند حصول الحوادث المرورية».

وأضاف «يجب الالتزام بأن يجلس الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا في المقعد المخصص لهم، ولا بد من التأكد تمامًا في حال مرافقة الأطفال بالسيارة من إقفال الأبواب، وتفعيل خاصية الإقفال التلقائي من السيارة عند إقفالها».

واستدرك «ربما لا يكون إلزام الأطفال بالجلوس في المقاعد المخصصة سهلًا؛ لكن استشهادًا بحوادث سابقة فقد كانت تلك المقاعد سببًا بعد الله سبحانه في نجاة الأطفال».

حوادث مميتة

يؤكد أخصائي الطوارئ مصطفى المطوع، أن حوادث سقوط الأطفال من المركبات ليست خطرة فحسب، بل مميتة نظرًا لسقوطهم أثناء قيادة السيارة وليس أثناء توقفها.

وعلق «كثير من الآباء لا يدركون أهمية ملاحظة حركة الأطفال في السيارة، وأن الطفل لا يعي خطورة الوضع الذي يضع نفسه فيه بدافع الفضول أو الاسكتشاف، مثل فتح الأبواب أو التسلي بالخروج من النافذة».

ووجه نصيحة إلى الأهل بتوخي الحذر الشديد وتوفير كافة وسائل السلامة التي تقي أطفالهم من هذه الحوادث، وعلى الأخص الإقفال التقني للأبواب بحيث لا يسمح للركاب بفتح الباب من داخل السيارة.

توعية وتثقيف

كانت الإدارة العامة للمرور قد عملت على الجانب التوعوي من خلال التصاميم والمنشورات التي تبين خطورة القيادة بوجود أطفال مع عدم الحرص على تأمين وسائل السلامة وأخذ الحيطة.

وبينت الإدارة أن التزام الطفل بالجلوس في المقاعد الخلفية، واستخدام المقعد المخصص له في السيارة والمناسب لعمره ووزنه، وكذلك تركيبه بشكل صحيح يساعد على حمايته، ويقلل من احتمالية إصابته، ويمنع حدوث الإصابات الخطيرة عند حصول الحوادث المرورية.

وأكدت أن الأطفال هم أول ضحايا الحوادث المرورية، لذا يجب على جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا، والذين يقل طولهم عن 135 سم استخدام مقعد سيارة مناسب عند الركوب في السيارة.

مقاعد الصغار في السيارات

ـ تقسم إلى 3 مجموعات رئيسة حسب عمر ووزن الطفل أو الرضيع

* المجموعة 0+

مقاعد السيارة المواجهة للخلف مناسبة للرضع حتى عمر 15 شهرًا، أو الذين يصل وزنهم إلى 13 كجم.

* المجموعة 1:

مقاعد أمامية مناسبة للأطفال الذين يزنون 9- 18 كجم، أو الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و4 سنوات.

* المجموعة 3/2:

مقاعد عالية الظهر مناسبة للأطفال الذين يزنون 15- 36 كجم، أو الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 11 عامًا.