(1)

أفلا يعلمون أن التهنئة بالعيد فرصة لتجديد المحبة والود والتسامح، بيد أن ما حدث لتهاني العيد في عصر «ضغطة زر» أمر لا يقبله العقل، ولا يستقبله القلب، فأولئك الذين يمطرون أجهزتنا برسائل تهان في المناسبات العامة هم يبحثون عن أنفسهم، ووجودهم من خلال تلك الرسائل المنمقة الباردة المنافقة التي جاءت من خلال «رسائل جماعية»، و«تحديد الكل» بلا طعم، ولا لون، ولا رائحة، ولا مودة.

(2)

رسائل الود الصادقة تكتب مباشرة إليك، تحمل اسمك، تلامس شغاف قلبك، تؤثر بك، وتشعر بها، وبصدقها، الأمر ليس إنهاء مهمة، الأمر حب، وأحبة، وتجديد عهد.

(3)

عليك تجاهل تلك الرسائل التي لا تحمل سؤالًا عنك، واطمئنانًا على أحوالك، أما الرسائل التي فضحتها التقنية أنها «محولة»، أو مذيلة باسم غير المرسل منه، ونسخ ولصق، فتلك منزوعة الحب.. والخجل.

(4)

وإن سأل سائل بوداد واقع، أليس اختياريًا لك ضمن المرسل إليهم محبة وتجديد عهد، فقل تلك مخاتلة ندرك أبعادها، فتلك الرسائل من مرسلها، وإليه! جاءت على طبق من غرور! ولسان الحال يقول: ها أنذا هنأتكم فلا تلومون، في تواضع كاذب، وتصنع ممجوج.

(5)

لا تقبلوا الرسائل التي لم تكتب إليكم، ولا تردوا عليها، أما تلك التي شعرتم بصدقها، فردوا عليها بمثلها، أو بأحسن منها، ولا أسوأ من الرسائل الباردة، سوى عدم الرد على الرسائل الصادقة.

(6)

عدم المعايدة أصدق من معايدة باردة كاذبة خاطئة، (عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير، أخوكم فلان) هذه ليست معايدة، هذه مكايدة.

(7)

بعد أن حرمتنا «الثورة الرقمية» من القلم والورق حيث الصدق، والشفافية، والأثر، والتأثير، لنجاهد في إظهار الصدق من خلال «التكنولوجيا» في إرسال المشاعر الصادقة، والشعور الأصدق، فالكلمات التي لا تلامس القلب لم تخرج من قلب.