ولا يمكن أن تمر ليلة رمضانية دون التلذذ بالحلوى، وهناك العديد من الحلويات التي تحضر في رمضان مثل القطائف والكنافة، واللقيمات، وحلوى أم علي، بالإضافة إلى الحلى البارد، ولكن كيف ظهرت هذه العادة؟ ولماذا في رمضان؟
يُحكى أن معاوية بن أبي سفيان شكى إلى طبيبه آلام جسده في أثناء الصيام، فوصف له وجبة تشبه الكنافة يتناولها عند السحور، ومن هنا دخلت الكنافة إلى المائدة الرمضانية، وكثرت أطباق الحلويات، وتفننت السيدات في إعدادها، حتى أصبحت زيادة الوزن إحدى سمات شهر الصيام.
من الرموز الرمضانية الفوانيس، ومدفع الإفطار، والفوازير التي لم أعرف لماذا ارتبطت في أذهاننا برمضان!؟ ليست هناك رواية متفق عليها تبرر هذا الارتباط، ولكنه مجرد تعود. أما فانوس رمضان فقد ظهر منذ ما يقرب من ألف عام، وبدأت حكايته في عصر الخليفة المعزلدين الله الفاطمي، حيث يروى أن من عاداته لتحري هلال شهر رمضان أن يخرج ومعه نفرٌ من شعبه يحملون الفوانيس، ويرددون الابتهالات الدينية وهم يجوبون شوارع القاهرة حتى يصلون إلى منطقة المقطم، لاستطلاع الهلال. كما أنه أمر بإضاءة الشوارع المؤدية للمساجد بالفوانيس، ووضعها على أبواب المساجد طوال شهر رمضان، لتسهيل الوصول إليها، وابتهاجا بالشهر.
وبالطبع، بدأ الفانوس بسيطا حتى ازدهرت صناعته، وأتقنه الصناع المصريون، وبقي شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة شاهدا على جمال هذه الحرفة حتى يومنا هذا.
اختلفت الروايات عن المدفع، الذي بدأ استخدامه في 859 هجريا أو قبل ذلك، حيث قيل إن إطلاقه في وقت الغروب في منطقة القلعة جنوب القاهرة كان بالخطأ، لتجربته كآلة حربية في عصر الوالي محمد علي الكبير، فظن الناس أنها طريقة جديدة لإعلان وقت الإفطار، وحينما رأى الوالي سرورهم قرر اعتمادها عادة يومية، وزاد على طلقة الإفطار طلقة أخرى للإمساك. انتشرت فكرة المدفع في معظم مدن العالم الإسلامي، وكان التليفزيون السعودي ينقل طلقة المدفع في أعالي مكة بالقرب من الحرم إعلانا لدخول وقت المغرب، قبل أن يتوقف عن فعل ذلك، لأن ميكروفونات المآذن تولت المهمة. تغيرت بعض الملامح الرمضانية، ولكننا ما زلنا نتبادل بطاقات التهاني بقدوم رمضان مزينة بفانوس ومدفع كي لا ننسى، ورمضانكم مبارك.