في المؤتمر الكبير المهم، أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف عبدالعزيز آل الشيخ، في كلمته الضافية، على أهمية تعزيز الحوار بين العلماء والزعماء الدينيين، وأهمية حوار الحضارات والدعوة للتعايش بين المجتمعات بصفتها مرتكزًا أساسيًا في تشكيل هوية الأمم وقيمها، وحرص المملكة على بناء الحوار بين الحضارات، تماشيًا مع دورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين بالعالم، كونها تحتضن الحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين بالعالم، وأبرز في كلمته الوافية أهمية تنوع الثقافات وتعددها واحترام خصوصية كل ثقافة، وكون ذلك مطلبًا للتعايش بين الشعوب، وتحقيق السلام بين الدول، منوهًا بأهمية البعد الإنساني المشترك في كل ثقافة بعيدًا عن مفهوم صدام الثقافات، وأهمية دور القيادات الدينية والقيادات الروحية بالتأثير في الحياة، تحقيقًا لمراد الله عزّ وجل القائل: {وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا}، وامتثالًا لقوله سبحانه: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}، وأن عليهم الإسهام في إنهاء الصراعات ومكافحة الطائفية والتعصب، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة، والتصدي لجرائم الكراهية، وإثارة الفتن والنعرات والاعتداء على الآخر بسبب العرق أو الدين أو اللون أو غيره، وأن يكونوا مصدر إلهام للآخرين في ممارسة القيم الإنسانية المشتركة في الحياة العامة مثل: الرحمة والعدل والبر والإحسان والتعايش، من أجل للارتقاء بالحاضر، والانطلاق نحو المستقبل المزهر.
المتمعن في كلمة الوزير الجليل يستطيع وبوضوح تام أن يفهم أن قيادة المملكة، ممثلة في سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أيدهما الله وسدد على طريق الخير خطاهما، مهتمة جدًا بالحوار بين الحضارات، والتعايش بين المجتمعات، واحترام خصوصية كل ثقافة، وتحقيق السلام بين الدول، وتعزيزه لخدمة السلم والأمن الدوليين، ولعل الرسالة الأخرى المهمة من الكلمات الرصينات للشيخ آل الشيخ، وفقه الله وأعانه، عن انفتاح بلادنا المباركة على الإنسانية وعلى أديان العالم، تكون نبراسًا لكل المهتمين بالشأن الديني، في داخل دولهم ومجتمعاتهم. فالتعايش والتواصل بين مختلف فئات المجتمع هو الأساس الذي يعكس رسالة الإسلام الحقيقية، وهو الكفيل بجعلنا الأقوى في مواجهة التحديات، والأجدر بقيادة الناس نحو السلام، ومن أجل أن ينعموا جميعًا بالعيش في حياة كريمة؛ فالدين وسيلة لتعزيز الاستقرار، وليس أداة للفرقة والصراعات، والحوار والتعارف يجب أن يكون حاضرًا بقوة في علاقات وتفاصيل حياة الأطياف كافة، والتعايش أساس لما يسعى المخلصون لتحقيقه من استدامة وتفاهم.