يقول الخبر إن مدينة الرياض هي الأعلى سعودياً في نسبة الإصابة بالاكتئاب، بنسبة 20.8 % بحسب مؤشر (لبيه) للصحة النفسية، والذي شمل مليونين ونصف المليون شخص وتليها المدينة المنورة بنسبة 17.3% ثم مكة المكرمة بنسبة 16% ثم الجوف بنسبة 14.3% وأخيرا حائل بنسبة 11.2%. ومؤشر لبيه هو مقياس يستخدم لقياس الصحة النفسية والرفاهية العامة للأفراد. هذا التشخيص في نظري ليس دقيقا لأنه بحسب المختصين ليس من السهولة تشخيص الاكتئاب وإن كان اللفظ دارجا عند الكثيرين فمجرد أن يشعر الشخص نفسيا بشعور سلبي يطلق على نفسه مكتئب، حيث يعرف الاكتئاب عند المختصين بأنه اضطراب نفسي يتسم بالحزن الشديد، وفقدان الاهتمام والمتعة، والإحساس بالإرهاق الشديد وقد يصاحبه تغيرات في الشهية والوزن، صعوبة في النوم أو النوم الزائد، وصعوبة التركيز وقد يصل لا سمح الله للانتحار، ويعتبر الاكتئاب اضطرابًا شديدًا يؤثر في مهارات التفكير والحياة اليومية، ويحتاج إلى تقديم العلاج النفسي والدوائي المناسب. وهناك فارق بينه وبين الضغط النفسي والذي يعتبر عند المختصين رد فعل طبيعيا على المواقف الصعبة أو التحديات الحياتية، ويشمل القلق والتوتر والضغوطات النفسية. ويمكن أن يكون وقتيًا ويزول بمجرد انتهاء المصدر، أما الاكتئاب فقد يستمر لفترة أطول. وعليه فالخبراء النفسيون والأطباء هم الذين يقيمون الوضع بدقة، والاكتئاب يُعتبر من الأمراض التي يمكن أن تكون تحتاج إلى تشخيص دقيق نظراً لطبيعة أعراضها المتنوعة والمشابهة لأعراض العديد من الحالات الصحية الأخرى ومن الأسباب التي تجعل تشخيص الاكتئاب أمراً صعباً والشخص إذا كان الشخص منغمسا في الحالة النفسية يصعب عليه التعرف على أعراضه والاعتراف بها خاصة أن أعراض الاكتئاب في الكثير من الحالات تتشابك مع أعراض حالات أخرى مثل القلق أو الإجهاد، مما يصعب تحديد مصدر هذه الأعراض. فليس هكذا بكل بساطة أن يتم تشخيص الاكتئاب كحالة مرضية عامة. نعم ممكن أن تتم بعض الإسقاطات على تطبيقات عملية لأنواع من علم النفس كعلم النفس التجاري الذي يركز على فهم سلوك الأفراد والديناميات النفسية في سياق العمل والمؤسسات التجارية ومواضيع مثل اختيار الكوادر البشرية، تطوير الموظفين، تحليل الأداء، تصميم الوظائف، وبناء أنشطة التدريب والتطوير. أو علم النفس التعليمي أو الرياضي. أذكر مثلا قبل سنوات كانت هناك دراسة أن اليابان معدل الاكتئاب عالٍ جدا وعندما تتفحص الدراسة تجد أن النسبة الكبيرة ليست لعموم المجتمع الياباني بل النسبة الكبيرة فيها تعود إلى علم النفس الوظيفي والتجاري وهو الطموح الكبير لدى لموظفين وتحقيق (التارجت) وتحليل الأداء والتقاييم النهائية والتوقعات الكبيرة ونسب الإنجاز وغيرها. وعليه في نظري يجب أن لا نأخذ هذه الدراسات على محمل الحقيقة الكاملة نعم يمكن من خلالها أن نقيم البحوث والدراسات الدقيقة حتى يكون التقييم دقيقا ولو كانت هذه الدراسة دقيقة – على فرض- فيجب على وزارة الصحة وبالتعاون مع وزارة الموارد البشرية أن تلزم المؤسسات الحكومية والشركات بوضع قسم خاص للأطباء النفسيين حتى لا ينتشر الاكتئاب وبالتالي تقل الإنتاجية.