جميعنا في الحياة أعضاء في فرق مختلفة سواء في محيط الأسرة، الأصدقاء أو العمل، ولكل واحد منا الحرية في اتخاذ الخيار والقرار في تحديد الدور الذي يرغب فيه والخبرة التي يسعى لاكتسابها. البعض منا في هذه الفرق يلعب دور المضاف إليه ويكتفي ببعض الأمنيات الدفينة، والبعض محترف الذكاء والفطنة ويلعب دور الفاعل تاركاً بصمة نجاحه.
فمن المسؤول عن النجاح؟ سؤال يتضمن قالباً مفتوحاً لإجابات صلصالية. هل هو تفكير الإنسان وسلوكه أم توفر الفرص وانعدامها؟ قد نرى شخصاً يحمل مؤهلاً عالياً، ولكن يعمل باتجاه معاكس لرغبته وميوله. ونرى شخصاً آخر يحمل مواهب إبداعية وتبدو وكأنها معلقة، وطفل يستنشق عبير الموهبة فما تلبث أن تموت تلك الزهرة لعدم فطنة واحتواء الأهل لذلك.
ليس غريباً القول: إن أغلب إخفاق الناس يرجع إلى كونهم لم يغيروا سلوكياتهم ومعتقداتهم الداخلية وأفكارهم كالكسل وحب الدعة والراحة والرغبة في العمل السهل الموصل -على حد زعمهم- بسرعة جنونية إلى النجاح مع الحرص على الدخل الجيد في المقدمة!
يقول إيهاب ماجد في كتابه -سكة النجاح-: «لا أحد يبدأ كبيرًا إلا أبناء الكبار وقد يفشلون ولا يستطيعون تكملة مسيرة النجاح». لن تعرف قيمة أي شيء إلا عندما تذوق ضده.
البعض يسند عجزه وقلة حيلته على العجز المكتسب ويتضمن أسباباً فضفاضة ليس لها من المصداقية الشيء الكبير. قد تجد من يرمي عجزه وفشله على انعدام الفرص اليوم وتحيز بعض المنظمات لفئات معينة، ولا يلتفت إلى قدراته ومؤهلاته ومهاراته التي هل من الممكن أن تؤهله لأن يشارك وينضم إلى هذا الركب أم لا.
لتؤمن أن الناجحين قد يواجهون مشكلات أكثر من المشكلات التي يقابلها من هم في بداية الطريق، لكن الفرق أن الناجحين تعلموا كيف يتعاملون معها لأنهم سبق وعرفوا طعم مرارتها.
في بداية طريق النجاح قد تحصل على وظيفة لا تروق لك كثيراً ولا ترضي معايير طموحاتك، سوف تحصل على دخل لا يصنع لك ثروة ويسر، وسوف تقوم بأفعال وأعمال ليست من اختصاصك، وكل هذه التحديات تكشف أصناف الناس ومعادنهم وجودة أدائهم في العمل، لأن من كان هدفه مادياً بحتاً فلن يصعد، ومن كان حريصاً على ثمن الخبرة وطموحاً في مسألة النمو في المهارات الناعمة ومستودع الخبرة فسوف يصل لا محالة.
يقول توماس أديسون، إن العبقرية 1 % و%99 تعب وعرق وجهد، وليكن في الحسبان أن توماس فشل 9999 مرة في التجارب التي أجراها لاختراع المصباح الكهربائي. فمن منا جرب هذا العدد من المحاولات أو نصفه! والخلاصة أن كل شيء تريد الحصول عليه لا بد أن تدفع ثمنه وأسأل من حولك من الناجحين وسيسرون لك بذلك.
أخيراً، حتى تكون شخصاً يتبنى الإبداع والتميز؛ يجب أن تترك أفكارك تطير وبلا حدود أو قيود، وتذكر أن بعض التحسينات تبدو وكأنها تخريبية، ولكنها في الواقع توقظ بداخلك صخور القوة والعزيمة وصفائح الطموح الصلبة؛ فاقبل ولا تخف وخذها بقوة.