من أثار الرعب في قلب هذه الأم؟ أليس هو من منتجات الكورتيزون؟ نعم، ولكن ألم يصفه طبيب، ألم يكن لفترة قصيرة وبجرعة محسوبة؟ إذا كانت إجابات كل هذه الأسئلة، بنعم، فلا داعي للخوف أو القلق. أيهما أخطر تحسس الشعب الهوائية وضيق النفس أم جرعة محسوبة من الكورتيزون، تقلل من تهيجها وتمنع ضيق النفس؟ بالطبع ضيق النفس ممكن أن يقلل من نسبة الأوكسجين ويضر الطفل أكثر. (بريدو) عن طريق الفم ليس بالخيار الأفضل لعلاج أزمة تنفسية حادة نتيجة مرض الربو، إنما من الممكن أن يُوصف للطفل لأيام محدودة عند الخروج من قسم الطوارئ، بعد علاج الأزمة الحادة لمنع حدوثها مجددًا. ولكن عادة الأطفال المصابون بالربو يُراجعون لدى أطباء متخصصين بأمراض المناعة والحساسية، أو بالأمراض الصدرية، فيصفون لهم بخاخات وقائية وعلاجية، الوقائية عبارة عن كورتيزون ومفعوله على الشعب الهوائية مباشرة، ولايمتص عن طريق الجهاز الهضمي، لذلك لا تجد له تأثيرًا في أجهزة الجسم، رغم أنه يُستخدم لفترة طويلة ولكن بجرعات معتدلة يصفها الطبيب، غالبًا يكون تأثيره محليًا، كالتهابات الفم الفطرية والتي من الممكن تجنبها باستخدام القمع الخاص بالبخاخ، أو المضمضة وغسل الفم بعد استخدام البخاخ، وأحيانًا يصابون ببحة في الصوت. الدراسات وجدت أن الأطفال الذين استخدموا بخاخ الكورتيزون كعلاج وقائي، بجرعات معتدلة، يصلون إلى الطول الطبيعي في كبرهم وينمون بشكل سليم.
أما شراب البريدو فهو أحد مشتقات الكورتيزون ويتناول عن طريق الفم. حينما يؤخذ لفترة طويلة بجرعات كبيرة وبشكل متكرر، يمكن أن يسبب تأثيرات جانبية. اكتشاف الكورتيزون يعتبر نقلة نوعية في الطب، وقد اكتشف بواسطة فريق من الكيمائيين نالوا جائزة نوبل عام 1950 لعظم اكتشافهم، فبفضله اوقفت هجمات المناعة الذاتية على أجهزة الجسم، فتحسنت أمراض المناعة الذاتية كالصدفية، البهاق، الثعلبة، الذئبة الحمراء، التهاب الأمعاء التقرحي والروماتيزم وأمراض الحساسية والربو. ويُستخدم كذلك في بعض أمراض الكلى. استخدامه يُوقف الألتهابات ويقلل من تفاعل الجسد مع المرض، فتقل الأعراض كالألم أو الإحمرار، وضيق التنفس والمضاعفات كتآكل المفاصل والأمعاء.
الكورتيزون جزء من علاج بعض أنواع السرطان، وأيضًا عند زراعة الأعضاء لتقليل فرص رفض الجسم للعضو المراد زراعته، ويستخدم كهرمون تعويضي لمن لديهم قصور في عمل الغدة الكظرية ليعيشوا حياة طبيعية.
الكورتيزون علاج سحري، يأتي على شكل أقراص، شراب، حقن أو كريم، واكتشافه حسّن صحة الإنسان وزاد من فرص تعافيه وبقائه. ولأن (لكل شيء إذا ما تمّ نقصان)، ظهرت الأعراض الجانبية للعلاج، مثل زيادة الوزن، ارتفاع في ضغط الدم، هشاشة العظام، ارتفاع معدل سكر الدم واضطراب المزاج، في حال استخدامه لفترة طويلة وبجرعات كبيرة. بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون للكورتيزون لأوقات طويلة إيقاف العلاج فجأة من الممكن أن يؤدي لاضرار كبيرة من بينها إنخفاض شديد في ضغط الدم ومستوى السكر، لذلك الطبيب وحده يقرر كيفية إيقاف الكورتيزون تدريجيًا لتفادي هذه المضاعفات. ليس هناك ما يرعب في استخدام الكورتيزون حسب توجيهات الطبيب وما تتطلبه حالة المريض. فمعدل الخطورة في أزمة تنفسية حادة أكبر من خطورة آثار الكورتيزون، وخطورة الصدمة التحسسية أعظم بمراحل من خطورة إبرة الكورتيزون، ومضاعفات أمراض المناعة الذاتية أكثر ضررًا من ضرر الكورتيزون. إن قال لك الطبيب سأصف لك كورتيزون لا تخف، عليك اتباع تعليماته لتجاوز المرحلة الحادة. لا توقف علاج الكورتيزون من تلقاء نفسك، بل بالطريقة التي يصفها لك طبيبك. مهمة الطبيب هي علاج المريض ورفع مستوى الوعي لديه لا إثارة ذعره ورعبه.