وصافة العالم للأندية، التي حققها الهلال، لقب يدغدغ هاجس الاتحاديين قبل وأثناء منافسات كأس العالم التي لاحت بوارقها البارحة، ارتدى العميد زي الكرة السعودية، ودخل ممثلا للكرة السعودية في هذا المحفل الذي لا مكان فيه إلا للأقوياء.

لم يعد الأمر المشاركة أو الاستضافة التي تعتبر الأولى على صعيد رياضتنا، بل كان هناك دافع مقلق، ويتمثل بوصافة العالم التي ظفر بها الهلال الموسم الماضي، بات هذا المنجز عبئًا على اتحاد مثقل بالظروف رغم دعمه بالنجوم الكبيرة والعتاد، ولم يعد الاتحاد السابق الذي يفترس بشراهة، الهلال عندما حقق مقعد الوصافة الأصعب، ناله وهو يئن تحت عدة ظروف تتمثل بالوقف لفترتي تسجيل، ولم يتمكن من دعم صفوفه بعناصر تعزز العطاء، وغادر للبطولة بخمسة عناصر من الفئة المتوسطة، علاوة على الإصابات التي لحقت بعناصره، لعل أبرزهم قائد الفريق سلمان، إلى جانب الظهير الأوحد الشهراني، فضلاً عن ضغط المباريات.

ورغم ذلك فعل العجائب، وهزم مستضيف البطولة وبطل أمريكا الجنوبية، وسجل أكبر نسبة أهداف في مباراة واحدة، وهزم ممثل أعتى قارات العالم كرويًا، ومن يحمل المتعة فلامنجو البرازيلي في مباراة لا تنسى، ولعب على النهائي، وواجه زعيم الكرة العالمية ريال مدريد مرتاح البال، الذي يجهز لاعبيه للمعركة النهائية، بل إنه أحضر البعض بطائرة خاصة بعد أن اكتملت جاهزيتهم؛ لعل أبرزهم الفرنسي «بنزيما»، وما أشبه الليلة بالبارحة بالأمس، يقارع هذا النجم الهلال في الصراع العالمي، واليوم يرتدي شعار العميد للبحث عن مركز متقدم، وربما أن الخسارة الثقيلة التي تلقاها الهلال من ريال مدريد في القمة العالمية رد الزعماء الدين للفرنسي في صراع جدة وبرباعية «ريمونتادا» كان بطلها الصربي ميترو فيتش، وأفضل لاعب آسيوي سالم الدوسري.

بنزيما ورفاقه في المحك العالمي، الذي لاحت بوارقه مساء أمس في حفل بهيج، وكانت جدة تزهو بعميدها، وفي الرياض القطبين الهلال والنصر خرجا من صراع التعاون والشباب بمغانم كبيرة، وتأهل أصفر الرياض وسبقه بساعات حامل اللقب والفريقين، موعودين بمقابلة حاسمة، أما في محطة الأربعة أو النهائي الكبير إذا ما واصلا الأرباح، وكل الملامح تشير بأصابعها لقمة جديدة تعيد سيناريو ثلاثية غرة ديسمبر، التي أكد فيها الزعماء هيمنتهم المطلقة على فرق الدوري، وتحديدًا من يستحوذ عليهم صندوق الاستثمارت.

كانت ليلة التأكيد التي عاش محبو الأزرق أحلى الأوقات مع متعة فريقهم، وأفول الوصيف بنجومه الذين يحتلون الناصية، لكنهم لم يكونوا كذلك وهم أمام المتصدر الذي وسع الفارق لسبع نقاط، الجميع ذهب لنغمة التحكيم المشروخة، وهي الذريعة للخروج من الخسارة المؤلمة، أعود للشباب فقد كشف في لقاء النصر أنه لم يعد شبابًا حقيقيًا لا على المستوى الفني أو العناصري، شباكه كانت قابلة لزيادة الغلة من الأهداف، وبات صيدًا سهلاً في قبضة جاره بعد أن كان الليث المسيطر على مثل تلك الأجواء، الهزيمة التاريخية التي لم يسبق وأن سجلها النصر ردد محبو الليث «وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ».

ربما أن هذه الخمسة أعادت للأذهان سداسية الشباب في مرمى النصر، التي كان بطلها اترام ومجرشي!، وللتاريخ الشباب في البطولة العربية إبان رئاسة، الأستاذ خالد الثنيان، خرج بالتعادل أمام النصر بكامل عناصره الحالية، وكان الشباب الأفضل على صعيد الفرص، وقبل هذا اللقاء كسب الزمالك والاتحاد المنستيري التونسي.. فماذا حدث بين شباب العربية والشباب الحالي.