تحدّث في افتتاح الفعاليّة المدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربي البروفسور هنري العَويط، فعلّل سبب اختيار القاهرة ليجريَ منها إطلاق التقرير "اعترافاً بريادتِها الفكريّةِ والثقافيّةِ التي هي مَحلُّ إجماع، وعُربونَ امتنانٍ للكوكبةِ المميَّزة من مفكّري أرضِ الكِنانةِ وباحثيها وخُبرائِها الذين تعتزُّ مؤسّستُنا وتغتني بالتعاونِ معهم في إصداراتِها وبرامِجِها ومُختلفِ أنشطَتِها". وبيّن أ.د. العَويط أبرز ميّزات التقرير "في طليعة ما يتحلّى به التقرير من مزايا، إطارُه الزمنيّ، إذ أنّ السنواتِ العشرين الأولى من القرنِ الحاليّ شكّلت مُنعطفاً تاريخيّاً، ففي خلالها شَهِدَ العالمُ ومِنطقتُنا أحداثاً وأَزَماتٍ وتحوّلاتٍ، بدا لنا من الضروريّ دراسةُ أثرِها في الفكرِ العربيّ للإحاطةِ بكيفيّةِ تَعامُلِ أعلامِهِ معها."
بدوره ألقى الدكتور هشام عزمي، الأمين العامّ للمجلس الأعلى للثقافة، كلمةً نوّه فيها بمضامين التقرير معتبرًا أنّه يشكّل "منجزًا علميًا مهمًّا يُمْكِن للمثقّفين العرب الرجوعُ إليه في أبحاثِهم وقراءاتِهم". كما دعا إلى ضرورة صياغة خطابٍ ثقافيّ عربيّ يتخطّى حدوده الإقليميّة إلى حدود العالم بأكمله، مشدّداً على أنّ الاتصال الثقافيّ مع العالم لا يعني الانصهار الكلّيّ في الثقافة الغربيّة.
وفي ختام الجلسة الافتتاحيّة، قدّم أ.د. هنري العَويط، الدرع التكريميّ الأعلى من مؤسّسة الفكر العربيّ لمعالي وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني، تسلّمه بالنيابة عنها د. هشام عزمي، الأمين العامّ للمجلس الأعلى للثقافة، ودرعاً تكريميّاً آخر للدكتور هشام عزمي تقديرًا على جهوده، وقد قدّم هو أيضاً درعًا تقديريًا لمؤسّسة الفكر العربيّ تكريمًا لجهودها الفكريّة والثقافيّة بالإنابة عن وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني.
هذا وناقشت مداخلات المتحدّثين في الجلسات الخمس، محاورَ التقرير ومضامين أوراقه البحثيّة المتعلّقة بالفكر السياسيّ والاجتماعيّ العربيّ في مطلع القرن الحادي والعشرين في ضوء التحوّلات الكبرى التي يشهدها العالم وتشهدها المنطقة العربيّة، وتحدّيات ورهانات الفكر العربيّ في ظلّ الثورة الرقميّة، وموضوع الفكر العربيّ بين العروبة والكونيّة. كما شهدت الجلسات أسئلة ونقاشات تفاعلّية من الحاضرين أغنت مداخلات المتحدّثين.
الجلسة الأولى: "جدليّات الهويّة والمواطنة وإدارة التنوّع"
الجلسة الثانية: " العلاقة بين الدولة والمجتمع: الصراعات الداخليّة والاستقرار السياسيّ"
الجلسة الثالثة: " العلوم الاجتماعيّة: الواقع والإشكاليّات"
الجلسة الرابعة: " التربية والتعليم: النُظُم والسياسات"
الجلسة الخامسة:" الفكر العربيّ وآفاقه المستقبليّة"
واختُتمت الفعاليّة بجلسة تحدّث فيها أ.د. هنري العَويط، المدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربيّ حيث أشاد بعمق المداخلات وغناها، وبكثافة أسئلة الحضور وحيويّتها، معتبراً أنّ عدداً من القضايا التي تناولتها الجلسات هي قضايا مزمنة، ما يعني أنّها لم تجد بعد الحلول الواقعيّة الوافية لها، داعياً إلى ضرورة الاستمرار في تجديد التفكير على صعيد المفاهيم والمقاربات والتصدّي للقضايا الجديدة التي تواجه عالمنا العربيّ اليوم. كما نوّه الدكتور هشام عزمي، الأمين العامّ للمجلس الأعلى للثقافة بنجاح الفعاليّة واعتبرها دافعًا لمزيد من التعاون والشراكة بين المجلس الأعلى للثقافة وبين مؤسّسة الفكر العربيّ.