يشير مفهوم التقنية إلى ما يستخدم للحفاظ على المركبات الصديقة للبيئة، أو بمعنى آخر المركبات الخضراء على سبيل المثال، وأن العلم والمعرفة المستخدمة عمليًا لحل المشكلات أو في الابتكار، أحد أهم ما يميزها في التعبير عن مفهوم التكنولوجيا.

في مقال سابق تحدثت عن الفرق بين تكنولوجيا وتقنيات وتقني. ويمكننا أن نستخدم مصطلح تقنيات فقط، عندما نريد وصف الأدوات والمعدات والتجهيزات المستخدمة من تقنيات في مجال محل الاهتمام أو الحديث. في هذا المقال نتناولها بما يخدم العشوائيات والأحياء الفقيرة.

عند النظر إلى المظهر الأولي، للعشوائيات بشكل أساسي نجدها تحتاج لخدمات عملية للغاية من المجتمع المدني بشكل عام ومن مقدمي الخدمات الأساسية بشكل خاص. وغالبًا ما تشمل هذه الحاجة الإسكان الميسور التكلفة، وأيضًا، فرص العمل، والمساحات التجارية أو الصناعية، والخدمات الصحية، والتعليم، والثقافة وغيرها من متطلبات جودة الحياة. لماذا العشوائيات؟ الجواب واضح في المساكن دون المستوى حيث يعيش سكان الأحياء الفقيرة، وسط عدد لا يحصى من ورش العمل وشوارع التسوق، وأطباء غير مرخصين أو عيادات الإجهاض، والمدارس غير الرسمية، والحفلات الموسيقية الخاصة، أو انتشار المخدرات والكحول والاتجار بها.

كل إنسان يستحق أن يتمتع بالحياة الكريمة، وأن يعامل بعدالة وأن يحصل على فرص للنجاح في الحياة. ويمكن تمكين سكان هذه الأحياء من السيطرة والسعي بشكل استباقي للوصول إلى منزل آمن، ورعاية صحية، وتعليم، وتوظيف، وثقافة، وترفيه، والشعور بالتواصل مع المجتمع المدني، إذ إن سعيهم للنجاح في الحياة سيفيد المدينة وبالتالي المجتمع بشكل عام.

ويحدث ذلك بتحويل الأحياء الفقيرة لأحياء آمنة وصحية ومستدامة، وتحسين حياة السكان. ولفهم الوضع الراهن لهذه الأحياء، لا بد من مناقشة كلٍ من أصحاب المصلحة في استراتيجية شاملة تهدف إلى التوازن الأمثل للمنافع المتبادلة. وذلك من خلال تحريك التوسع الحضري في هذه الأحياء، وتطوير منتجات معرفية عامة، من خلال تمكين السكان وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية بالتفكير المربح للجانبين، والتعاون في كشف المنافع المتبادلة من خلال دراسة وتحليل وتصميم الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والرغبات التي من شأنها وضع خارطة لخطة تطوير ترشد أصحاب المصلحة لعملية تحسين العشوائيات والمجتمع الذي ينتمي لها.

يكون ذلك على مراحل من أهمها، استكشاف الوضع الراهن ومصالح جميع المستفيدين بشكل منهجي ودقيق، ومنها أيضًا تكييف منهجية خريطة الطريق مع السياق المحلي والتفضيلات الشخصية للسكان. ثم استكشاف المنافع المتبادلة من خلال الأدوات العملية المكثفة التي تمكن جميع المستفيدين من المشاركة. وبعد ذلك وضع واقتراح الفرص الاستثمارية الشفافة، مع إلقاء نظرة عامة كاملة على التكاليف والفوائد والمخاطر.

إن تعزيز منظومة التعليم الإلكتروني المتقدمة في المملكة، يساهم في تنمية المهارات الفردية، لنستثمر في بناء المهارات والقدرات لسكان الأحياء الفقيرة والعشوائيات. والتجارة الإلكترونية، والتسويق الرقمي يتسعان أيضًا لسكان العشوائيات ويمكن العمل على توظيفهم فيها، والاستفادة منهم كقوى عاملة بعد التدريب والتأهيل، من خلال منظومة التعليم الإلكتروني. ليس ذلك فحسب، بل في الأعمال الحرفية أيضًا، كصناعة التراثيات، وأيضًا في الزراعة والتشجير. كما أن وزارة الشؤون البلدية والقروية سعت لتأسيس وتطوير نظام معلومات لتنمية المناطق والمواقع العشوائية، باستخدام أحدث أنظمة المعلومات الجغرافية المكانية المفتوحة. ويشتمل النظام الجديد على قاعدة بيانات مكانية ووصفية كاملة عن جميع المناطق والمواقع العشوائية في المملكة.

ويمثل تطوير العشوائيات داخل المدن وعلى أطرافها، أولوية بارزة في صدر اهتمامات الحكومة. وتبدأ مخططاته التنفيذية من رصد الجهات المسؤولة لتلك المناطق وأشكالها وتحديد مشاكلها وتأثيراتها، بهدف إيجاد حلول متعددة لها، والعمل على إعادة تأهيلها، والتعاطي الأمثل مع الأبعاد العمرانية والاجتماعية والاقتصادية والسكانية والبيئية والأمنية.