عندما لا تملك خبرة في مجال ما، ولأن حظك قادك إليه، وحظ المكان الذي وجدت فيه بلا خبرة، سيئ. هناك عدة أمور يجب أن تفعلها، على الأقل لتضمن الخروج من أي مأزق تقع فيه، فالمكان استقطبك لوضع حلول، لا لإغراقه، ثم تقول (تجربة جديدة تعلمت منها)، الأندية ليست حقل تجارب يا سعادة الرئيس.

أعجبني رئيس نادي الهلال- مثلاً- عندما رأس النادي أحاط نفسه بخبراء كبار في كل مجال، حتى لا يترك أي شيء للصدف والاجتهاد، لم يتعامل على طريقة أنا الرئيس وسأجد حلا لكل شيء، لم يعاند ولم يدع أنه الوحيد الذي يستطيع حل كل شيء إدارياً وفنياً ومالياً وقانونياً، بل سار على نهج «أعطي الخبز لخبازه».

ذكرت الهلال مثالا للنادي الذي يستفيد من تجربته الإدارية الثابتة منذ سنوات طويلة، ولكن بعض الأندية تحتاج لأشخاص يعملون من أجل الكيانات لا من أجل أنفسهم. فاليوم لو استطعت الخروج لبر الأمان ستكون عملت لنفسك بطريقة غير مباشرة، فالنجاح سيجير لرئيس النادي، ولكن لو اقتنعت أنك الأفهم والأهم والرئيس صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، بالتأكيد ستخرج من الباب الصغير، فالتاريخ يحفظ الناجح ويذكره ولكن لا ينسى الفاشل.

للأسف هناك أندية تحتاج لإعادة النظر وترتيب الأولويات والتخطيط، فالرياضة مجال العمل فيه صعب جداً، ويحمل عدة أوجه، فيجب أن تحاط برجال مال وقانون وتخطيط وإعادة هيكلة وخبراء فنيين وإداريين. مسألة القرار قراري وأنا الرئيس لم يعد لها مكان، محلها في دوري الحواري وأشك أن يقبل بذلك، فحتى دوري الحواري تطور.

اليوم لو كتبت خطة العمل على الورق، واستقطبت من ينفذ الخطة بغض النظر عن العلاقات الشخصية، ولو استشيرأصحاب الخبرة، لما أصبح حال بعض الأندية كما نشاهد اليوم. ربما ينجح العمل العشوائي على مدى قصير، ولكن لن يستمر ذلك في ظل القفزات الرياضية بالمملكة.

أنا الرئيس وأنا من يفهم فقط أو أنا وأصدقائي فقط، فكر لن يقفز بفريقك لبر الأمان، فمن أضاع رؤساء سابقين هم الأصدقاء والشلة.

فلنتعلم من القصص الناجحة في العمل الاحترافي كما يحدث في الهلال، وإن أردنا السير بنهج الشلة، فبالتأكيد الجماهير ستزفكم لخارج أسوار النادي.