قد تتجاوز تكلفة المونديال في قطر هذا العام 220 مليار دولار، صرفت لتطوير البنى التحتية وإنشاء طرق ومطارات وملاعب جديدة، ومن المتوقع أن يدر المونديال نحو 9 مليارات دولار يأتي معظمها من الإنفاق السياحي والأنشطة الاقتصادية المصاحبة لهذا المونديال، وبكل تأكيد سوف تستفيد قطر من تطوير البنى التحتية لتحقيق رؤيتها 2030.
أما محليًا فقد كانت تتجه الأنظار إلى مشاركة الصقور الخضر بعد مشاركات مونديالية سابقة لم ترق للمستوى المأمول، ولكن الأبطال السعوديين كانوا رجال الحدث واسقطوا أشهر وأكبر المرشحين للمونديال وهو المنتخب الأرجنتيني، وبكل تأكيد إن ما حدث هو نتيجة تخطيط سنوات وعدة عوامل ومنها:
-1 قيادة ملهمة.. وقال عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان مخاطبًا لاعبي المنتخب «أنا أعرف أن مجموعتنا صعبة في كأس العالم، لا أحد متوقع منا حتى نتعادل أو نفوز، ما أريد قوله هو خلكم مرتاحين، و«استمتعوا» في البطولة»، فهذه الجرعات المحفزة والمطمئنة كان لها أثر كبير في تخفيف (الضغوط النفسية) والتوتر على لاعبي المنتخب والتي دائمًا لها الدور الأكبر في تحديد نتائج المنتخبات والتأثير سلبًا في اللاعبين، وتذكرنا كلمات الأمير المحفزة بوصف إبراهيم الفقي للقائد الحقيقي (القائد ذو رؤية ثاقبة. فهو يرى ما لا يراه الآخرون).
-2 الشغف الإداري.. وصف الأمير محمد بن سلمان سابقا رجل الرياضة الأول الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بالشغوف بالرياضة، ووصف سموه ذلك بأنه أكبر دافع نحو المستقبل للمسؤول نحو تحقيق الأهداف، ونرى كلمات عراب الرؤية السعودية تتحقق بكل دقة. وهذا دليل على حسن الاختيار بوضع الثقة بالشخص المناسب وكما قيل سابقا من قبل ديفيد ماكولوغ (يعد اكتشاف المواهب أحد العناصر الأساسية للقيادة العظيمة).
-3 اختيار القيادة.. حيث إنه بالنظر إلى سيرة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد نرى مدربا تعود على تحقيق الإنجازات حيث فاز مع زامبيا بكأس الأمم الإفريقية عام 2012 ثم كرر الإنجاز نفسه عام 2015 مع منتخب ساحل العاج ليصبح بذلك أول مدرب يفوز بكأسين إفريقيين مع منتخبين مختلفين. وكان واضحا من كلمة المدرب للاعبين بين الشوطين شخصيته الحماسية والمشجعة والتي لا تقبل الهزيمة.
-4 فريق عمل مميز.. من لاعبين مجتهدين وإداريين داعمين ومنظومة مترابطة وثقافة لا تعرف معنى المستحيل.
إن ما حصل مع المنتخب السعودي من نجاح واضح قد يحتاجه كل صاحب عمل وقيادي ومسؤول لكي يحقق النجاح، فالنجاح لا يأتي صدفة ويحتاج قيادة ملهمة وشغفا واختيارا مميزا للقيادات وفرق العمل، وقد أثبتت الأيام (أن من سجد وجد).