فتحت المباراتان الوديتان اللتان خاضهما الاتحاد والأهلي من جهة، والهلال والشباب من جهة أخرى نهاية الأسبوع الماضي، الباب أمام المطالبات بترسيخ ثقافة ودية الديربيات الغائبة عن الملاعب السعودية منذ زمن طويل يتجاوز الـ50 عامًا، ما جعل من المواجهتين الوديتين الأخيرتين حدثين نادرين، تأخر كثيرًا.

وبدأ المتابعون والمهتمون بالشأن الرياضي بالمطالبة بإقامة مثل تلك الوديتين اللتين عدهما المراقبون تحولًا نموذجيًا نحو نبذ التعصب الرياضي، وخوض مباريات ودية ذات قيمة فنية، رغم الرفض الجماهيري لإقامة مباريات ودية أمام المنافس التقليدي، خصوصًا من قبل جماهير قطبي جدة، الذين تخوفوا كثيرًا من أن يكون اللقاء مشبعًا بالإصابات والألعاب الخشنة من قبل لاعبي الفريقين، إلا أن نهاية اللقاء حولت البوصلة كاملة نحو الثناء والإطراء بعد الانتقاد وتبادل التهم.

أولوية عسير


لا تعد مواجهتا ديربي جدة، وديربي الهلال والشباب أول وديات الديربي في تاريخ الكرة السعودية، فقد سبقهما أن خاض أبها وضمك وهما طرفا الصراع في منطقة عسير عددا من المباريات الودية، ورغم ذلك إلا أن تلك المواجهات لم تحظى بما حظيت به مواجهتا الأسبوع الماضي الكبيرتين من اهتمام وترويج إعلامي.

ضيق الوقت

أسهم ضيق الوقت الذي أعقب إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم تمديد تأجيل الجولتين الـ29 والـ30 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حتى الـ23 والـ27 من يونيو الجاري، وصعوبة توفر مباريات ودية ممكنة خلال الوقت المتاح، في اتفاق إدارتي قطبي جدة، وكذلك إداراتي الهلال والشباب، على خوض لقائين وديين.

مردود إيجابي

كان لمواجهة الاتحاد والأهلي مردود إيجابي على الفريقين رغم التنافس الكبير بين القطبين، إذ أن كلا منهما خاض مواجهة قوية تمتاز بالتنافسية ورغبة إثبات الذات وعدم الاستسلام للخسارة، وهو ما حدث أيضًا في موقعة الهلال والشباب.

وشهدت المباراة الأولى 5 أهداف، بعد تغلب الأهلي على جاره ومنافسه التقليدي 3 /2، وهو الانتصار الذي غاب عن الأهلي منذ الموسم الماضي أي خلال 4 مواجهات متتالية، فيما شهدت موقعة الزعيم وجاره الليث 7 أهداف بتغلب الهلال في اللقاء 4 /3، وكان اللقاء تنافسيا ومثيرا أيضا، وخرج كلا من الفريقين بفوائد عدة.

خسائر محدودة

على النقيض لم يكن هناك خسائر مؤلمة في أطراف المباراتين، فرغم خروج الثنائي عبدالرحمن غريب، وعبدالعزيز البيشي مصابين خلال ديربي الأهلي والاتحاد الودي، إلا أن إصابتيهما لم تكونا مقلقتين، كما أن تعرض اللاعبين للإصابات وارد في أي مباراة ودية حتى إن كان الطرف الآخر يقل فيها فنيًّا وعناصريًّا، أي حتى إن لم تكن تنافسية.

مطالبات

ناشد عدد من المحللين والمهتمين بالشأن الرياضي السعودي إدارات الأندية بالسير على خطى الأندية الأربعة، وخوض مباريات تنافسية قوية، لأنها تعد مباريات تنافسية استعدادية وليست تجريبية، ومن خلالها تقف الأجهزة الفنية على مدى جهوزية اللاعبين وعلى مستوياتهم الحقيقية، لأن التنافس هو ما يكشف إمكانيات اللاعبين، لرغبتهم الملحة في إظهار كل ما لديهم، وتمنى الرياضيون أن يشاهدوا ديربي وديا يجمع عملاقي العاصمة الهلال والنصر في أقرب وقت ممكن.

ثقافة عالمية

على الصعيد العالمي لا تعد ثقافة وديات الديربيات أو المواجهات التنافسية غائبة، فالأندية العالمية وكذلك المنتخبات المتنافسة، لا تجد حرجًا في خوض مباريات ودية أمام المنافس اللدود أو التقليدي سواء كان على صعيد الديربيات أو الكلاسيكيات.

على سبيل المثال خاض قطبا الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة سابقًا عددًا من المواجهات الودية، وسيلتقيان خلال إعدادهما للموسم المقبل في أمريكا خلال الصيف المقبل.

وسبق أن تواجه قطبا مانشستر الإنجليزية، السيتي والمان يونايتد في لقاء ودي عام 2016 في الصين، وهو ما حدث بين قطبي ميلانو الإيطالية، الإنتر وأي سي ميلان اللذين تواجها كذلك في الصين.

وعلى صعيد المنتخبات العالمية فإن الديربي الأشهر دومًا الذي يجمع البرازيل والأرجنتيني يبقى حاضرًا في كل عامين إن لم يحدث سنويًا وديا عبر السوبر كلاسيكو، وشهدت المملكة الديربي بين المنتخبين مرتين، ومنتخبا ألمانيا وإنجلترا وهما الندان العنيدان تواجها في أكثر من مناسبة وديا، وكذلك منتخبا إيطاليا وإسبانيا تواجها وديا رغم التنافس القوي بين المنتخبين، وغيرهما من المنتخبات.

غياب عربي

اللافت، أن المواجهات الودية التنافسية بين المنتخبات العربية أو الخليجية نادرا ما تحدث، فالتنافس القوي بين المنتخبين السعودي والكويتي قاد إلى عدم مواجهة المنتخبين وديا إلا نادرًا فمنذ سنوات طويلة لم يلتقيا إلا خلال إعداد الأخضر لتصفيات المونديال الأخيرة، وتنافس البحرين وقطر أعاق مواجهتهما وديا، وهو ما ينطبق على مواجهات تونس والجزائر والمغرب، وكذلك مصر، فالمنتخبات العربية لا يروق لها خوض المواجهات الودية فيما بينها.

- ديربي الأهلي والاتحاد الودي كان حساسًا ومثيرًا

- موقعة الشباب والهلال اتسمت بالندية والحماس

- قطبا عسير سبقا الرباعي في الوديات التنافسية

- انتظار جماهيري لديربي ودي بين عملاقي العاصمة

- الأندية العالمية لا تجد حرجًا في خوض وديات الديربي والكلاسيكو

- المنتخبات العربية ترفض التجارب القوية بينها

- البرازيل والأرجنتين رسخا ثقافة ودياتهما القوية بالسوبر كلاسيكو