الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وبفضله تتنزل الخيرات والبركات، وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات. ‫المملكة العربية السعودية‬ حكومةً وشعباً ووطناً، هي قلبُ ينبضُ سِـلْـمَـاً يسعُ العالمَ كُلّه. وعقلٌ كبيرٌ وحكيمٌ يقودُهُ ولاة أمرنا-حفظهم الله- بحكمة ومعرفة ورؤية ثاقبة، ودراية بأدق التفاصيل. أدار الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد الأحداث الخارجية -والتي لا تخفىٰ على أبناء وطننا الغالي- بنجاح وحِلْمٍ وحنكة وتأنٍّ حين الخلافات والتجاوزات المقصودة وغير المقصودة مع البعيد والقريب.

لقد كانت قيادتنا في قمة الحكمة والهدوء والروية، إذْ لم تقابل الإساءة بمثلها، لأنَّهم على ثقةٍ كبيرةٍ بمواقفها، وسياستها، ونهجها، وتعلمُ علم اليقين أَنَّ الإساءة تأتي بأختها، ولذلك لم يكن ذلك خلقُها ولا طريقها، حتّى مع خصومها، فالمملكةُ بقيادتها الرَّشيدة ذاتُ حسنةٍ دائمة على الإنسانية كلّها. كما أنَّ هذا الوطن يملك شعباً مخلصاً لولاة أمره، ولأرضه، لا يتردّدُ ولا يتأخرُ في الذّود عنه، والاصطفاف مع قيادته دفاعاً بالبيانِ والسِّنَان، والدماء والأرواح، وهذا يعكس التضحية الحقيقيّة، والمواطنة الصّادقة، والتلاحم الوطنيّ في أزهىٰ صورة من أبناء هذا الوطن العزيز، المخلصين في حبّهم لقيادتهم ووطنهم.

إنّ هذا التلاحم الشّامخ -الذي لا ينفكّ- بين القيادة وابناء وطننا الغالي عموماً، سواءً كانوا على أرض الوطن أوخارج حدوده، يستحقّ أنْ يوصف بـ(سفينة المجد) تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.


وهي قادرة بتوفيق الله على امتصاص الصدمات، وتجاوز الصعوبات، والعبور -إنْ شاء الله- دائماً وأبداً إلى بَـرِّ الأمان والفلاح الذي يتبعه كلُّ نصرٍ ونجاح. ولم لا ؟ وقد رسما -حفظهما الله- خارطة طريق تبعث الاطمئنان لأبناء الوطن، وتسهمُ في مواصلة مسيرة التنمية والتقدّم والرّخاء، ممّا جعل الصديق والعدو -على حدٍّ سواء- يبحث عن مكانٍ لزيارتها، والاستفادة من خبرات قادتها، والاستماع الى توجيهاتهم، والأخذ من معين حكمتهم، وسداد رأيهم. أسأل الله أنْ يحفظ قادتنا، ويُعزَّ وطننا، ويبسط أمننا، ويزيد تآخينا وتلاحمنا.