كثيرا من المناقشات المثيره تتحدث عنها الدوائر الدبلوماسيه ومعاهد لأبحاث الاستراليه،وبعض عواجيز السياسه المتمرسين . المهم أنها أكثر أهمية بالنسبة لنا نحن العرب، ولعلنا نتأملها أكثر. والسؤال: هل بدأت الحرب العالميه الثالثه فعلا، ونحن لانشعر بذلك كعادتها أمام الأمور بالغة الاهمية والخطورة.

فالحربان العالميتان الأولي والثانية كان سببهما الأساسي طبعا هو السيطرة علي العالم الثالث بثرواته وشعوبه، ولكن الحرب في الحالتين وقعتا أساسا في أوروبا. فالصراع كان مباشرا بين الدول المؤهلة لاقتسام العالم وإن كانت أطرافه امتدت إلى أماكن أخري في أفريقيا وآسيا، إلا أنها كانت ميادين ثانوية،

ولكن ظهور الاسلحة النووية المدمرة، ثم تعادل القوة بين المعسكرين جعل وقوع الحرب الثالثة في أووربا مرة أخري أمرا مستحيلا، أي أن أوروبا بقسميها وأمريكا الشمالية صارت مكانا محرما القتال فيه، ولكن لأن عوامل الصراع ما زالت قائمة، فقد انتقلت الساحة ىإل العالم الثالث إلى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وقد تطور الصراع من الحرب الباردة إلى حرب ساخنة يخوضها العالم المتقدم في ساحات أخري وباسلحة تقليدية. فحرب الهند الصينية كانت فيها الصين وروسيا وامريكا، وحرب الشرق الأوسط كانت فيها روسيا وامريكا ،والمعركة حول كوبا ثم حروب انجولا والكونغو وبيافرا، والصراع الصومالي الاثيوبي الارتيري كان قديما لكنه اكتسب خطورة جديدة حين اجتذب إليه روسيا وامريكا.


إذن فالحرب العالمية الثالثة محتمل وقوعها بين لحظة والثانية، فالحروب الصغيرة باشكال شتي ومختلفة تتواجه فيها القوي الكبري بشكل غير مباشر.

هذا واقع يمكن التدليل عليه بالف دليل ولكن السؤال هو ما العمل لدرء هذا الخطر؟ هل هناك طريقة يمكن بواسطتها تحصين العالم الثالث من صراع الدول الكبري؟ هل يمكن تطوير عدم الانحياز مثلا؟ هل يهب التاريخ زعامات تحمي استقلالها في مستوي الزعامات التي حققت ذلك الاستقلال أيام الحرب الباردة.

لقد بدا منذ سنوات قليلة أن الصراع بشكل عام سيأخذ شكل المواجهة بين دول الشمال ودول الجنوب،

أي بين العالم االغني والعالم الفقير، ولكن العالم الغني أفلت من هذه المواجهة . مما تقدم لايزال الاعتقاد سائدا بان الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ وأن معظم النار من مستصغر الشرر.