سمعنا هذه الكلمات مرارا وتكرارا، بل إنها دخلت أذهاننا كحقيقة.

لا أعرف من الذي ألصق هذه العبارة السلبية بجدار صامت، لم نسمعه يوما ما يتحدث أو يهمس!

ربما ومنذ زمن بعيد أطلقها رجل فشل في مهمته الأمنية، وألصقها بالجدا.


، في كل البلدان كانت هذه التهمة تتكرس في أدمغة الناس، وحتى لو تبرم أحد ما، من شيء ما، فسوف يتبرع أحدهم ليقول بصوت هامس: انتبه فالجدران لها آذان، يقولها وهو يرتدي قناع الجدية والصرامة، وهنا تنقطع فكرة الجدل والحوار، وينشأ من ذلك عدم معرفة الحقيقة، والتعبير دون خوف من الآخر، والذي اخترع هذه (الفرية)!!

الجدران في كل منزل هي كاتمة الأسرار التي تحدث في البيوت، الجدران وسقوف المنازل هي التي تحفظ الأحلام والقصص المخبأة عن الآخرين، وربما عن ساكني هذا المنزل أو ذاك، وهي التي تبصر كل شيء دون أن تبوح.

الجدران هي شاهد صامت وتاريخ غير مكتوب، شاهد على العصر لكنه يمنح السكان راحة بال مختلفة، من شخص لآخر حسب صدقه أو كذبه.

تتزين بصور الأمهات والآباء الذين غادروا، وصور الباقين المستمرين في عيشهم.

كل يكتب تاريخه بالغناء تارة، وبالحزن تارة أخرى.

الجدران لا تختار ألوانها، لكنها لا تتغير ولا تستطيع الرفض، هي تواريخ البيوت، تبكي متى ما غادرها أصحابها، وتركوها للريح والشمس والمطر، تنشطر قليلا.. قليلا حتى تنهار، بعد أن كانت تحيا بأنفاس سكانها.