وقصة جحا الخيالية هذه تذكرنا بقصص واقعية يقوم بها جحا الحقيقي في عصرنا الحديث، وأقصد هيئة الأمم المتحدة والتي تسهم بشكل كبير في ماسي الشعوب والأمم دون إيجاد حلول عملية لمعاناتهم أو تخفيف لجراحهم. وعصبة الأمم المتحدة والتي تشكلت عقب الحرب العالمية الأولى، وكان الهدف من تأسيسها الحفاظ على السلم العالمي، فكانت السبب الرئيسي في قيام الحرب العالمية الثانية ومن ثم الحروب اللاحقة، وذلك بسبب فشلها في الاعتماد على الحقائق وعدم نهج المصداقية، وإرسال المراقبين غير المحايدين والذين لا يتمتعون بمعايير النزاهة والأمانة بل قد يكونوا حفنة من المأجورين ومدفوعي الثمن. وللأسف فهذه المنظمة لم تتعلم من أخطائها المتعاقبة ولم تحسن صورتها المهزوزة عالميا بل استمرت في نهجها في عدم الوضوح والبعد عن المصداقية ووقفت موقف المتفرج من مآسي الشعوب ومعاناة الأطفال وتهجير المجتمعات. إن اعتماد المنظمة على التقارير المفبركة في اتخاذ قراراتها وانصياعها لرأي القوى الكبيرة جعلها جهة ذات مصداقية أقل وغير مرحب بها أو بقراراتها بل انعكس ذلك على عدم تفعيل معظم القرارات الصادرة من قبلها. أما ما يحدث باليمن الشقيق حاليًا مثال حي على ذلك، فلا توجد جهة فاقمت الوضع باليمن وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية مثلما فعلت الأمم المتحدة، وذلك من خلال تقارير مبعوثيها. لقد رسم الدور الأممي في بداية الأزمة اليمنية علامات الاستفهام والتعجب ومع مرور الوقت أصبح واضحًا للشعب اليمني قباحة هذا الدور، وأن ما تقوم به المنظمة ليس إلا نوعًا من المؤامرات الدنيئة والتي تسير عكس مصلحة وإرادة الشعب اليمني العظيم. وأخيرًا لقد أصبح جليًا أن حلول الأمم المتحدة لمشاكل الشعوب، والأمم ليست بأحسن حالًا من حلول جحا مع جاره.