من جانبه، قال المهتم بالتاريخ والتراث سالم السيباني الصيعري «تحتوي مدينة شرورة وما جاورها من المراكز والهجر والصحارى على عدد من المواقع الأثرية والآبار والمدافن التاريخية، ومنها المنخلي، وهي منطقة تاريخية تحتوي على عدد كبير من المدافن والقبور القديمة جدًا، والتي يرجح أن يتخطى عمرها الـ5000 آلاف سنة، وكذلك يوجد في المنخلي عدد من الآبار التاريخية المندثرة، بعضها مردومة بالأحجار، وتعود حسب روايات أهل المنطقة إلى عهد بني هلال، خاصة الآبار التي في حيرة البشاش بوادي المنخلي، كما توجد كذلك بئران قديمتان في وادي المحياش شمال غرب المنخلي، كانتا موردًا للناس حتى عهد ليس بالبعيد».
توثيق ويلفرد ثيسنجر
توجد في منطقة شرورة كذلك عدد من الآبار في عرق البئر جنوب المنخلي، ويعتقد أهل المنطقة أنها تعود إلى قوم عاد حسب ما ذكره الرحالة الإنجليزي ويلفرد ثيسنجر الشهير باسم «مبارك بن لندن» في كتابه «الرمال العربية» نقلًا عن صادر بن عجيان الصيعري رحمه الله المرافق للرحالة في عبوره رمال الربع الخالي، نقلًا عن كبار السن من أهل هذه المنطقة قولهم إن «هذه الآبار التاريخية في المنخلي تعود إلى قوم عاد، وأن مدينة إرم ذات العماد المذكورة في القرآن الكريم مدفونة في رمال جهيمين جنوب وادي المنخلي.
روايات وتكنهات
تبقى أقوال كبار السن في المنطقة ضمن دائرة التكهنات والتوقعات التي لا تؤكدها المصادر التاريخية المعتبرة علميًّا، ومنها الآبار القديمة التي كانت موردًا لأهل المنطقة قبل أكثر من 80 سنة، ومنها آبار الوديعة جنوب مدينة شرورة، حيث توجد فيها عدد من الآبار القديمة التي يصل عددها إلى حوالي 7 آبار، وتقع بالتحديد شرق قرن الوديعة مباشرة، وكان أهل المنطقة يردون هذه الموارد ويسقون مواشيهم من هذه الآبار أو الأحساء كما يسميها البعض من الناس ويشربون منها، وإذا جفت مياه آبار الوديعة يذهبون جنوبًا إلى آبار العبر وزمخ ومنوخ في وادي حضي وعيوة، خصوصًا في فترة الصيف والحر الشديد، وآبار هذه الأخيرة لا يجف ماؤها.
ويتداول كبار السن أن شرورة لم تكن تحتوي على الآبار فقط، بل كان فيها، وفي منطقة حيرة تحديدًا بعض الحفر التي تمسك مياه السيول فترة قصيرة تمتد أحيانًا بين الشهر والشهرين، ثم يجف ماؤها بعد ذلك، وقد تم حفر بئر ماء في شرورة في منتصف الخمسينيات الميلادية، وبعد ذلك تم حفر بئر في المنخلي، ثم بئر في الوديعة وتماني».
اندثار المعالم التاريخية
يقول عضو مجلس دارة الملك عبدالعزيز، الباحث التاريخي الدكتور علي بن مبارك العوبثاني «شرورة غنية بالآثار التاريخية القديمة، لكن للأسف الشديد اندثر أغلبها، ودفنتها رمال الربع الخالي المتدفقة من الجهة الشرقية والتي غطت على كثير من معالم وآثار هذه المنطقة التاريخية خصوصًا شرورة والوديعة والمنخلي وتماني وما جاورها من مناطق الجهتين الجنوبية والغربية من الربع الخالي».
وأضاف «أول بئر ارتوازية بشرورة حفرت عام 1374 بعمق 1050 مترًا، وقد حفرت أرامكو 100 بئر ارتوازي في الربع الخالي، وهناك آبار أثرية حفرت قديمًا مثل بئر شنة التي حفرت عام 1929 وتقع عند التقاء الطرق الجنوبية في الربع الخالي، وهناك آبار جلدة وبئر الكناور وبئر المندفن، وآبار المنخلي التي ترجع للعصور الحجرية، وآبار أوبار، في أم الحديد ثلاث آبار تتوزع على شكل مثلث متساوي الأضلاع حفر واحدة منها سالم بن سويلم، أما البئران الآخران فحفرهما سعيد بن فسل عام 1904، وهي آبار ميتة، لكن لم يطمرها أو يغطيها الرمل كلية، وهناك كذلك بئر فرجة وتتوفر فيها مياه على عمق 10 قامات، إلا أنها امتلات بالرمال ولم تعد صالحة، وكذلك آبار عرفجة، التي يبدو أن من حفرها فعل ذلك على شكل تجريب، فلم يكملها يأسًا من الحصول على ماء، والثانية فيها ماء على عمق 7 قامات، لكن إنتاجها للماء كان شحيحًا، ما أدى إلى هجرها، وقد يؤدي زحف الرمال عليها إلى طمس معالمها نهائيًّا».
آبار خطمة
طالب رئيس لجنة التنشيط السياحي في محافظة شرورة مبخوت الصيعري بمركز بحوث لمجاهل الربع الخالي، مبينًا أن «آبار خطمة من الآبار التاريخية التي تقع في أطراف الربع الخالي من الجهة الغربية، وهي عبارة عن بئرين مطويتين بالحجارة بإتقان وبطريقة فنية جيدة، وهي من الآبار الجوفية القديمة التي تكثر في أطراف الربع الخالي من جميع الجهات، وهي شرق آبار حمى التاريخية وغرب المحياش، وقد قامت هئية السياحة (قبل أن تتحول إلى وزارة) عبر فرعها بمنطقة نجران بالمحافظة على هاتين البئرين، وتم عمل شبك حماية لهما، وتتم زيارتهما بالتنسيق مع فرع الهيئة بالمنطقة».
آبار في منطقة شرورة
المنخلي
عرق البئر
وادي المحياش
شنة
جلدة
الوديعة
الكناور
المندفن
فرجة
آبار خطمة
آبار عرفجة