صحيح أن التكنولوجيا اختصرت الزمن والمسافة، وجعلت غير الممكن ممكناً، وفي متناول اليد، وسهلت ويسرت العسير، وجلبت منافع لا حصر لها، لكنها أيضاً جلبت مضار ومشاكل نحن في غنى عنها، بالتالي يجب ألا ننظر بعين الرضا، ونغلق العين الأخرى، فالتوسط والاعتدال أمر محمود في كل الأمور.

لو لاحظت، لوجدت أن التكنولوجيا هي كل حياة الأطفال، فهم بلا مبالغة بين الموبايل والبلاي ستيشن والألعاب التي تتوالى، بل تتزاحم في الوقت نفسه، لم يعد لديهم وقت للحركة، للرياضة، للتعلم من الحياة والاندماج فى اجتماعيات ضرورية لهم. لقد فضلوا العيش في عوالمهم الافتراضية، وأصبحت الألعاب هي الصاحب والأخ والأهل، لولا الاحتياج للمال والطعام، ما سألوا عن والديهم، ولولا الاحتياج للطعام ما خرجوا من غرفهم.

العيون ضعف نظرها، واللغة تغيرت ملامحها، والأخلاق تأثرت بشكل خطير، البعض تملكه العنف والبعض الآخر تملكه الانطواء والتوحد.. فهل هذا هو الجيل الذي نأمله وننتظره؟!


لابد من التوازن بين الحياة والألعاب، وتقنين الاستخدام والمتابعة الدائمة، لابد من توجيه الأطفال والشباب للرياضة والقراءة والأنشطة الثقافية والبدنية التي تشغل وقتهم وتجذبهم وتبعدهم عن أجهزة التكنولوجيا الحديثة.

الانتباه المبكر وتصحيح المسار وتعديل السلوك ينقذ أجيالا نأمل فيها، فلا تخذلنا الآمال.