رغم أن العمل مما يشق ويجهد إلا أن له ثمارا وفوائد جليلة، فهو يجعلك تشعر بالمسؤولية ويربط الناس ببعضهم بعضا، فضلا عن كونه يمنح المال، ويضع لك مكانة اجتماعية بين أقرانك.

نفسيا هو يجعلك تحترم ذاتك أكثر لأنه يجعل لوجودك قيمة ومعنى.

تتأصّل فكرة العمل منذ وجود الإنسان على هذه الأرض، إذ كان يسعى في بدايات حياته البدائية ليُشبع حاجاته الغذائية، ثم أخذ بتطوير هذا الاحتياجِ إلى اختراع الأدوات البسيطة التي تُساعده في هذا المطلب، ثم اكتشف مبدأ التبادل مع الآخرين، فأعطى وأخذ واستفاد وأفاد، حتى بُنيَت الحضارات العظيمة، وتضخّمت فكرة العمل إلى آلاف المِهن.


في العمل صلاح للفرد والمجتمع، فعندما ينشغل الفرد في عمله يبتعد بنفسه عن الوقوع في الفراغ الذي هو سبب عدد من المشاكل، منها الوقوع في الحزن والكسل والاكتئاب، كما أنّ النجاح الذي يحققه عند سعيه بجدٍّ وإخلاص سيكسبه تقديراً لنفسه، وتقديراً يراه في عيون الآخرين.

إنَّ الأمم الغربيَّة تقدِّس العمل تقديسا عجيبا، وتُبجِّله على أمور كثيرة في حياتهم، ولعل هذا سبب ما هم فيه من التطور والرخاء، هذا هو طريقهم في النَّجاح وصناعة مستقبلهم الزَّاهر، إذا أردنا أن نحذو حذوهم فلا بدَّ علينا من الاقتداء بهم في هذا الجانب خصيصا.

أبعاد قيمة العمل عميقة جدًّا، وهي لا تَقتصر على عمل يُؤدَّى وأجر لقاء ذلك، لا، بل هو عنوان لحياة مجتمع بأكمله، فإذا أردنا حياةً لمجتمعنا فلنولي لهذه القيمة ونَمنحها اهتماما بالغا، كي نجعل كلَّ إنسان يُحسُّ أنَّه يؤدي دوره الواجب عليه، فيُحقِّق ذاته بالدرجة الأولى، ويُسهم أيضا في رُقيِّ وتَقدُّم مجتمعه.

ركن العمل الأعظم الإخلاص، أن تعمل بحب وجهد وتفانٍ. يجب أن نستشعر هذه القيمة العليا أن العمل عبادة.