هذه الكلمة التي لم أجد لها أصلاً أو وجوداً في معاجم اللغة التي وقعت عيناي عليها، ولم أجد لها ترجمة في أي لغة من اللغات الأعجمية، حسب علمي، هي كلمة «قاعد».
الإعلام يقدم رسالة لا يستهان بها، يخاطب كل شرائح المجتمع، وهو موجه للكبار والصغار، وتمرير أي خطأ لغوي سواء أكان مقصوداً أو غير مقصود، عبر قنواته المختلفة، يُعد جريمة في حق الفصحى لغة الضاد.
هذه الكلمة التي نسمعها ومللنا من سماعها، بل عمدنا إلى تحاشي من ينطقها أو يوظفها في كلامه.. إنها كلمة «قاعد» التي يفسر معناها جدلاً من خلال السياق بمعنى «الاستمرار» والتي تقابلها في اللغة الفصحى الجميلة، كلمتا «ما زال، لا يزال».
وعلى سبيل الأمثلة لا الحصر، قولهم: فلان قاعد يتحسن مستواه، وزيد قاعد يشتغل على نفسه، وعمرو قاعد يقدم عروضاً مميزة، إلى آخر هذا النمط المزعج من الجمل التي وظف فيها الإعلامي الموقر كلمة «قاعد»، متناسياً أن اللغة العربية الفصحى أم اللغات، وأغناها من حيث المترادفات والمتضادات والاشتقاقات، فهي بحر زاخر لا ساحل له، فبإمكانه استبدال تلك الكلمة بعشرات الكلمات المرادفة لها.
فإلى متى نسمع هذه الأخطاء في إعلامنا العربي، أيها الغيورون!!.
لِمَ لَمْ تكن هناك لجنة رقابية متخصصة مهمتها رصد مثل ذاك الخطأ وأشباهه، ومن ثم تنبيه كل من تصدر منه هذه الأخطاء ومحاسبتهم أو تدريبهم على مهارة الإلقاء، وجودة اختيار وانتقاء الكلمات والجمل والعبارات الفصيحة ما أمكن، ليكون الإعلام منبراً يعطي جرعات إيجابية ثقافية ودروساً إبداعية نحوية أدبية بلاغية، يستفيد منها المتلقي وخاصة شريحة الأطفال لكونهم مغرمين بالتقليد والمحاكاة.
فحبذا وأد كلمة «قاعد» ومثيلاتها من الكلمات والجمل والعبارات الدخيلة على لغتنا الحبيبة لغة القرآن الكريم، ليكون ذلك النبع الصافي كما كان في سابقه دون تلوث.