ومما لا شك فيه أن هناك مشكلة تجتاح الحركة الإعلامية بمنطقة جازان، تتمثل في الرغبة بالانتشار السريع، ومحاولة الظهور أمام الناس، والحصول على أكبر قدر من عدد المتابعين بغض النظر عن مقومات المعرفة، والبحث والتقصي عن المعلومة الصحيحة، وربما يعود هذا إلى ضعف الشعور بالمسؤولية المجتمعية، وعدم الاهتمام بتطوير الفكر البناء والنقد الهادف، وللأسف الكثير تكون معلومته بناء على السماع من المجالس والأصدقاء، دون تبني مبدأ البحث والتقصي عن حقيقة المعلومة. وكما هو معروف فإن كلمات مثل (يقولون) و(سمعت)، هي أدوات غير دقيقة وليست ذات كفاءة في عمليات النقد والطرح الإعلامي.
إن النقد الفكري والإصلاحي البناء يحتم التبرؤ من رؤية واحدة، أو توجه محدد أو مذهب معين أو مجاملة على حساب المبادئ ومصالح المجتمع. إن النقد البناء يتطلب مصادرة الأفكار الهدامة وعدم إشاعتها ونشرها والترويج لها، مع التركيز على الجوانب الإيجابية لا سيما في الفترة الراهنة، ولعل هناك أمل كبير عندما لاحظنا خلال الفترة الماضية تركيز بعض إعلاميي المنطقة المشهود لهم بالكفاءة على الجوانب الإيجابية والمضيئة للمنطقة. الأفكار العظيمة والانتقادات الهادفة تكون قادرة على الدخول في قلوب الناس، والتأثير في قراراتهم، ومُساهِمة في تطوير الذات وتقدّم المجتمع بعكس النقد السلبي. إن اعتزاز الإعلامي برأيه ورؤيته وأنه على صواب والآخرين مخطئون، هو أمر يجب التنبه له والتخلي عنه وذلك بتغليب المصلحة العامة، فإن الموضوع ليس صراعا شخصيا لا بد من الانتصار فيه، وإنما هو مهنية ومصداقية مع التركيز على الحوار الهادف مع المستهدفين بالنقد.