ومع هذا، انتبهت بعض المؤسسات لإيجاد برامج تخدم جيل اليوم، مثل مسك الخيرية التي تقدم برامج الحكايات والمعرفة في أرامكو «إثراء»، التي يحضرها المبدعون والناجحون، ممن عشقوا الوطن وبَنُوا في لبناته مع دولتهم، حتى عرفنا خلال التجارب عطاءات غازي القصيبي، وأسامة شبكشي، ومحمد عبده يماني، وعبدالله الفيصل، وعرفنا كيف سهر رجال الأعمال، وكيف أبدعوا وبصموا لوحات كفاحهم، ليراها جيل اليوم عبر «يوتيوب» ومقاطع الفيديو، مدرسة يستفيد منها هؤلاء.
حدّثني بعضهم عن إصراره على النجاح، منهم الدكتور عبدالله الفيصل، كنت أدرس ثانوية المعارف بالانتساب والمعهد العلمي بالنهار، ثم تخرجت وعملت بالصيف ودرست اللغة الإنجليزية، وصارعت نفسي حتى حصلت على البكالوريوس في التجارة من جامعة الملك سعود منتظما، وكلية الشريعة منتسبا لأدخل إلى عالم الماجستير حتى أصبحت -ولله الحمد- مديرا لجامعة الملك سعود، وإلى اليوم، وأنا أحمل هَمّ العطاء العلمي.
أتمنى من جيلنا أن يدرك قيمة الوقت، وهم كذلك، مع الاهتمام بالتعليم والابتعاث والعمل، لنواصل ما بناه آباؤنا وأجدادنا في بلد التوحيد المملكة.
هذه التجارب التي قدّمها هؤلاء الكبار كان يفترض أن تُطبع عبر الكتب والملاحم لرجال الدولة المخلصين، وإن كنت قد رأيت بعضها مثل شخصيات سعودية وتجارب الرجال، حتى يطّلع عليها جيل اليوم، جيل الرؤية، وتقدم لهم عبر قوالب التواصل الاجتماعي وقنوات «يوتيوب» الشهيرة لتحمل فكر هؤلاء، وأن على الفضائيات أن تعطي مساحة أرحب من تقديمها على استحياء، وفي رمضان تحديدا.
ولعل الأيام القادمة تحمل لنا بشائر من اهتمام البعض بتقديم هذا اللون من البرامج والكتب والرجالات.
دعواتي لهؤلاء الذين أفنوا سِنيّ حياتهم في العمل بالتوفيق، ورحم الله من انتقل إلى جوار ربه، وأعان جيل الشباب أن يحمل الراية من بعدهم لإكمال المسيرة. وكل رمضان وذكرياتنا تتجدد، ونلتقي في ذكريات أخرى.