يبدو أن الغالبية من الناس يحبون فصل الشتاء، إذ يشكل بالنسبة لهم موسمًا للنزهات البرية، والتجمعات العائلية، والمشروبات الساخنة، والطعام الدسم؛ لكن على الجانب الآخر من لوحة الشتاء، هناك من يصيبهم هذا الفصل بالحزن، حيث يحفز البرد ذاكرتهم القديمة لاستدعاء الألم والظلام والوحشة.
بالنسبة لهؤلاء، تبدو ليالي الشتاء الطويلة مأزقًا حتى مطلع الفجر، كما يبدو غياب الشمس وتكاثر الغيوم في السماء حالة طوارئ تستلزم الهروب.
ينام هؤلاء على قلق، ويستيقظون في حالة إحباط وإرهاق وفقدان للمعنى.
اكتئاب الشتاء، المعروف أيضًا باسم الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD - Seasonal Affective Disorder)، هو نوع من الاكتئاب المرتبط بتغير الفصول وقلة ساعات النهار.
من الناحية العلمية، يُعزى هذا النوع من الاكتئاب إلى اضطراب الساعة البيولوجية وزيادة إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن الإحساس بالنعاس والخمول.
ينصح دائمًا بالتعرض قدر الإمكان لأشعة الشمس خلال النهار، والابتعاد عن العزلة ليلًا، مع محاولة تنظيم ساعات النوم، وضبط التوازن الغذائي، وممارسة الرياضة والهوايات المفضلة. أما في الحالات الأشد، فيمكن اللجوء إلى الأدوية المثبطة تحت إشراف طبي.
لكنني سأضيف هنا نصائح أخرى، أولها: أن يقرأ الشخص باستفاضة عن حالته، ويتعرف على مستوياتها وطبيعتها ومواقيت مدها وجزرها، ويراقب مشاعره وسلوكه، إذ إن هذه المعرفة ستساعده على الفهم وتقدير ذاته.
وثانيًا: أن يكون متأكدًا من كونها حالة مؤقتة وعابرة وليست مرضًا مزمنًا، فالمطلوب منه فقط التعايش معها وتقليل الضغوط والمصادمات قدر المستطاع.
ثالثًا: التوقف، ما أمكن، عن اتخاذ القرارات المصيرية الهامة، خاصة تلك التي قد ترتبط بسلوك إدماني مثل الإنفاق العالي أو الدخول في علاقات غير مدروسة أو ممارسة العادات الضارة.
وأخيرًا: التأمل الذاتي وفهم قيمة التجارب التي مرت بنا، إذ يساعدنا ذلك على عزل المناطق الحزينة في الذاكرة، وتجاوز المشاعر السلبية.
كما أقترح توفير خدمة صحية اجتماعية موسمية بهذا الخصوص، تكون تحت إشراف رسمي، وقد تكون في شكل خطوط ساخنة، أو جلسات استشارات عن بُعد، أو غيرها.
ختامًا... عزيزي القارئ، إن كنت من فريق محبي الشتاء، فأرجو لك موسمًا سعيدًا مليئًا بالمطر والضوء والمارشميلو. أما إن كنت من الذين يحزنهم الشتاء، فاعلم أنك لست وحدك، وأنك سوف تكون بخير.
بالنسبة لهؤلاء، تبدو ليالي الشتاء الطويلة مأزقًا حتى مطلع الفجر، كما يبدو غياب الشمس وتكاثر الغيوم في السماء حالة طوارئ تستلزم الهروب.
ينام هؤلاء على قلق، ويستيقظون في حالة إحباط وإرهاق وفقدان للمعنى.
اكتئاب الشتاء، المعروف أيضًا باسم الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD - Seasonal Affective Disorder)، هو نوع من الاكتئاب المرتبط بتغير الفصول وقلة ساعات النهار.
من الناحية العلمية، يُعزى هذا النوع من الاكتئاب إلى اضطراب الساعة البيولوجية وزيادة إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن الإحساس بالنعاس والخمول.
ينصح دائمًا بالتعرض قدر الإمكان لأشعة الشمس خلال النهار، والابتعاد عن العزلة ليلًا، مع محاولة تنظيم ساعات النوم، وضبط التوازن الغذائي، وممارسة الرياضة والهوايات المفضلة. أما في الحالات الأشد، فيمكن اللجوء إلى الأدوية المثبطة تحت إشراف طبي.
لكنني سأضيف هنا نصائح أخرى، أولها: أن يقرأ الشخص باستفاضة عن حالته، ويتعرف على مستوياتها وطبيعتها ومواقيت مدها وجزرها، ويراقب مشاعره وسلوكه، إذ إن هذه المعرفة ستساعده على الفهم وتقدير ذاته.
وثانيًا: أن يكون متأكدًا من كونها حالة مؤقتة وعابرة وليست مرضًا مزمنًا، فالمطلوب منه فقط التعايش معها وتقليل الضغوط والمصادمات قدر المستطاع.
ثالثًا: التوقف، ما أمكن، عن اتخاذ القرارات المصيرية الهامة، خاصة تلك التي قد ترتبط بسلوك إدماني مثل الإنفاق العالي أو الدخول في علاقات غير مدروسة أو ممارسة العادات الضارة.
وأخيرًا: التأمل الذاتي وفهم قيمة التجارب التي مرت بنا، إذ يساعدنا ذلك على عزل المناطق الحزينة في الذاكرة، وتجاوز المشاعر السلبية.
كما أقترح توفير خدمة صحية اجتماعية موسمية بهذا الخصوص، تكون تحت إشراف رسمي، وقد تكون في شكل خطوط ساخنة، أو جلسات استشارات عن بُعد، أو غيرها.
ختامًا... عزيزي القارئ، إن كنت من فريق محبي الشتاء، فأرجو لك موسمًا سعيدًا مليئًا بالمطر والضوء والمارشميلو. أما إن كنت من الذين يحزنهم الشتاء، فاعلم أنك لست وحدك، وأنك سوف تكون بخير.